أنا وقطتي جِلْجِلَة ..
قصة ورسوم : عبير حسن عواد
وقفت بُثينة أمام المرآة تنظر لنفسها ، وقد ارتدت فستاناً منقوش بزهور رقيقة جميلة ، أعدته أمها لها كى ترتديه فى حفل عيد ميلاد صديقتها أروى ، تلفتت يميناً ويساراً ثم نظرت لقطتها جلجلة التي تقف بالقرب منها وقالت : ينقصنى شىء ! أين هو ؟ أين هو يا جِلْجِلَة ؟
توجهت بسرعة إلى
دولاب ملابسها ، مدت يدها داخل أحد الأدراج ، وأخرجت علبة صغيرة تحتفظ فيها بسلسلتها
الفضية ذات القلب الأزرق ، الذى تضع بداخله صورة صغيرة جداً لقطتها الشقية
جِلْجِلَة التي تُحبها كثيراً ، اقتربت من قطتها ومدت يدها لتمسح علي رأسها برقة .
ثم وضعت السلسلة حول رقبتها وقالت لأمها : هكذا أكون جميلة . قالت الأم وهى تنظر
لابنتها بحنو بالغ : أنت دوماً جميلة يا بُثينة.
وفى المساء ذهبت بُثينة للحفل ، التف الجميع حول المائدة
التى تتوسطها تورتة عيد الميلاد المغلفة بالشوكولاتة وحبات الفراولة الحمراء .
ووقفت بثينة بجانب صديقتها أروى . انطفأت الأنوار ، وغنى الجميع : سنة حلوة يا
جميل .. سنة حلوة يا أروي .. يلا حالاً بالاً هنوا أبو الفصاد .. هيكون عيد ميلاده
الليلة .. أسعد الأعياد فليحيا أبو الفصاد .. هييييييييه .
واندفع الجميع نحو التورتة
في الظلام ليُطفئوا الشموع الملونة الجميلة . وفي هذه الأثناء انقطعت سلسلتها
وسقطت على الأرض . وعندما أضيئت الأنوار انشغل الجميع بتقديم التهنئة لأروى ،
وبتناول حلوى عيد الميلاد ، عدا بُثينة التى انشغلت فى البحث عن سلسلتها ذات القلب
الأزرق التى بداخلها صورة جِلْجِلْة . وللأسف .. وجدت بُثَيْنة السلسلة مُلقاة علي
الأرض .. ولم تجد القلب الأزرق معها . وحزنت كثيراً علي ضياع صورة قطتها الموجودة
بداخله .
عادت
بُثينة إلى منزلها حزينة لضياع القلب الأزرق ، بعد
أن وعدتها أروي أنها ستبحث عنه ، بعد انتهاء حفل عيد الميلاد وذهاب
الأصدقاء . وقبل
أن تذهب إلي النوم ، حكت لأُمها كيف انقطعت السلسلة وضاع القلب الأزرق ،
والأهم من
ذلك أنها فقدت الصورة الصغيرة التي كانت تحبها لجلجلة .
ابتسمت الأم وهي
تقول : لا
داعِ للحزن يا بُثينة .. لقد ضاعت الصورة ، ولكن جلجلة الحقيقية موجودة
معنا الآن .
وقبل أن تذهب الأم للنوم .. رن جرس التليفون .. قفزت بُثَيْنة من سريرها ،
وأمسكت
بالسماعة ، وصرخت في سعادة .. لقد وجدت أروي صورة جلجلة يا أُمي .. لقد
وجدت القلب
الأزرق ، ثم حضنت قطتها الجميلة جِلْجِلَة وابتسمت وهي تقول : الآن أصبح
عندنا الأصل ، والصورة .. هيا يا صديقتي .. حان وقت النوم في سعادة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق