الاثنين، 13 يناير 2014

"لُعبة الامتحان " قصة للأطفال بقلم: صبحي سليمان



لُعبة الامتحان
صبحي سليمان
نام الضوء علي صدر الظلام الذي دخل بهدوء كجيش عظيم نشر جنوده ليسحب الضوء من السماء التي أظلمت بسرعة جعلت من محمد وأحمد لا يشعران بأن الليل قد دخل عليهما؛ وهُما يلعبان الفيديو جيم مًنذ الصباح.
ولكن ما أن انتهت اللعبة ومل الصديقان منها حتى نظر محمد من شباك البيت ليجد الظلام قد حل وهما لم يُكملا مُذاكرة دروسهما؛ فغداً امتحان الشهر في مادة الفيزياء ... فقلق محمد فجأة وهو يقول :
ـ لقد ضاع اليوم؛ وغداً امتحان مادة الفيزياء؛ ماذا سنفعل يا أحمد ؟!
ضحك أحمد بلا مُبالاة وهو يقول :  
ـ هات الكُتب؛ وسنبدأ بالمُذاكرة؛ وأعتقد أنها مادة سهلة وسننجح فيها بالطبع.
ما أن انتهي أحمد من كلامه حتى رن جرس الباب؛ ففتح أحمد باب البيت فوجده صديقه حسن؛ وما أن دخل حتى أخرج من جيبه قُرص كمبيوتري مكتوب عليه لُعبة قراصنة الفضاء؛ وما أن شاهد أحمد القرص الليزري حتى قال بصوت قوي :
ـ ماذا ... ؟! أحضرت اللعبة الجديدة ... يا لك من ولد عبقري.
هُنا صاح محمد بسعادة : ـ أخيراً أحضر اللعبة التي أنتظرها مُنذ أكثر من شهر ... هيا ضعها بالجهاز كي نلعبها فوراً.
واستمر اللعب فترة طويلة حتى نام الصغار من شدة التعب.
استيقظ الصغار مُتأخرين؛ وكان الامتحان قد بدأ وانتهي؛ فلبسوا ملابسهم بسرعة وذهبوا لمُدرسهم الأستاذ ممدوح الذي قابلهم بغضب قائلاً :
ـ ما الذي جعلكم لا تحضرون امتحان الشهر يا أولاد ... ؟!
أجاب محمد بسرعة قائلاً :
 ـ عندما كُنا في الطريق إلى المدرسة بعربة والدي انفجر أحد إطارات السيارة؛ ولم نتمكن من العثور على المُساعدة إلا بعد فوات الأوان؛ فنرجوا منك أن تُسامحنا يا أستاذنا؛ وأن تُحدد لنا موعداً آخر لأداء الامتحان.
ابتسم الأستاذ ممدوح الذي قال :
 ـ حسناً سأمتحنكم غداً صباحاً بإذن الله ... فلا تتأخرا.
فرح الصغيران مما فعلا؛ وشعر محمد بالفخر لأنه تفوق علي أستاذه؛ ولكنهما خاف الرسوب؛ فما أن رجعا للبيت حتى انكبا علي كُتب الفيزياء وانهمكا في المُذاكرة؛ وفي صباح اليوم التالي كانا أول الحاضرين؛ وجلسا بالفصل مع التلاميذ؛ ولكن الأستاذ ممدوح جعل كُل واحد منهما في فصل مُستقل عن الآخر؛ وأعطاهما أوراق الامتحان.
وبدأ الصغيران في حل الامتحان؛ وكانت الأسئلة مُجرد سؤالان ... السؤال الأول وهو من خمس درجات كان سهلاً جداً، فانتهى منه الطالبان في دقائق قليلة؛ ولكنهما عندما قلبا الورقة وجدا السؤال الثاني يقول :
ـ أي الإطارات انفجرت في سيارتكما ليلة أمس ... ؟!
وكانت درجات السؤال الثاني خمسة وتسعون درجة.
علم الصغيران أنهما مهما كتبا فلن تكون الإجابة مُتطابقة ... فخرجا من الفصل وهما حزينان ليتحدثا مع الأستاذ الذي علم القصة الحقيقية؛ وكان غير راضٍ عما فعلاه ... فاعتذر الصغيران له؛ ولكنه طلب منهما أن يقوما بقراءة عدد كبير من كُتب الفيزياء كي يُسامحمها؛  كما أنهما لم يتهاونا في المُذاكرة من يومها ...
 فلقد عرفا خطأهما؛ وتعلما الدرس جيداً ... وفي نهاية العام كانا من المُتفوقين بحق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق