الأحد، 26 أغسطس 2012

" الصياح" قصة للأطفال بقلم: محسن يونس


الصياح

محسن يونس
ذات صباح أطلق الرعد العنان لصوته ، فقعقع قعقعات متتابعة فى قوة وحسم ، ثم نام الرعد معلنا انتهاء نوبة ثورته ..
أثناء ذلك وقعت الحيوانات الصغيرة فى خوف ، واختبأت فى أحضان أمهاتها ..
أما الدب فقد أغاظه صوت الرعد ، فصاح : ما هذا الصوت ؟ سوف أنازله وأهزمه .. أنا الدب .. هل يجرؤ أحد على إزعاجى ؟!
ابتسم الثعلب وهو رابض داخل جحره يخرج رأسه فقط ، قال : عش رجبا ترى عجبا !! 
ثم صاح : يا صديقى الدب إنك تتحدث عن شىء اسمه الرعد !!
من غربل الناس نخلوه ، وهيهات تضرب فى حديد بارد .. 
وهل يعطى الثعلب للدب النصيحة ؟!
هذا آخر الزمان يختلط السفيه بالعاقل ، فلا تعرف أيهما الأحمق ، وأيهما العالم .
كشر الدب عن أنيابه الحادة ، وصاح : كائنا من كان .. سوف أنازله ، وأؤدبه.. عليك يا ثعلب ابتلاع لسانك واصمت ..
آثر الثعلب السلامة ، وعدم الدخول فى مناقشة قد لا تنتهى إلى خير ، وكمن فى جحره يتفرج من خلال بابه .. 
قابل الدب الأسد ، وبعد أن قص القصة وجد الأسد ينظر إليه ويبتسم ، قال الدب: ما رأيك يا صديقى الأسد ؟
قال الأسد : يقولون فى الأمثال " لا يفزع البازى من صياح الكركى "
قفز الدب إلى أعلى كمن لدغ بلدغة ثعبان ، وصاح : أنا أفزع ؟! من قال إننى أفزع ؟!
قال الأسد : السنور الصياح لا يصطاد شيئا .. ومضى تاركا الدب يتلفت حوله ، ويتساءل : ماذا يقصد الأسد ؟ هل يهزأ بى ؟ لا أصدق أبدا .. الأسد لا يفعل هذا معى .. ثم تذكر فزمجر : سوف أقاتل الرعد ..
أما الذئب فقد قال للدب : قال لى أبى لا تدخل بين العصا ولحائها .. قاطعه الدب صائحا : تروى على قصة حياتك أيها التعس ؟ لا تضيع على وقتى ، فعندى ما هو أهم .. سوف أنازل الرعد وأؤدبه ..
أما الغزال فلم يكن يميل إلى الممازحة ، وحينما سمع أقوال الدب هز رأسه ، وهو يقول : يا صديقى الدب .. أنت تتحدث عن شىء لا يقاتل الحيوانات ..
صاح الدب : هكذا !! .. لقد أرسلك لتقول لى هذا خوفا منى ..
أما القرد فقد رأى وسمع ما فيه الكفاية ويزيد ، لذا اعترض طريق الدب وقال : يا صديقى الدب أنت عنيد لا تحكم العقل .. وعلى هذا سوف أدلك على مكان الرعد .. 
أراد الدب أن يذهب ، فهو لا يثق فى كلام القرد المهزار بطبعه ، إلا أن القرد أوقفه ، وهو يقول : الرعد هناك فى السماء .. اصعد إليه .. هل تستطيع ؟
كانت الحيوانات تنصت لهذا الحديث ، وفجأة انفجرت فى الضحك .. أما الدب فمشى فى الغابة صائحا بأعلى صوت : سوف أهزم الرعد .. سوف أهزم الرعد.
كان الهدوء فى الغابة عقب صياحه يغيظه ، ويحز فى نفسه عدم اهتمام الحيوانات ، فواصل صياحه : سوف أهزم الرعد ..
وما زال يصيح !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق