الجمعة، 8 يونيو 2012

"الحمار المخلص.. " قصة للأطفال بقلم: أوباها حسين

الحمار المخلص..
 أوباها حسين
ساكن بالبادية استدعي لحضور زفاف يحتفل به صديقه فى إحدى القرى البعيدة ..استعد وأسرته للسفر ..لكنه فكر فى حماره وخرفانه التى لا تتجاوز الخمسة ..نصحته زوجته أن يترك بهائمه عند جاره .رفض الفكرة التى ستجعله مدينا لجاريحاسبه على قطرة ما من السماء ..وبعد أخذ ورد قرر أن يغلق جيدا الزريبة على الخرفان ويسد كل المنافذ لحماية ممتلكاته الحيوانية ..وبالنسبة لحماره سيربطه فى حوش الدار بحيث لا يراه أحد ولا يرى الحمار إلا الحائط وبعد العملية سيضع العلف الكافى للخرفان وللحمار يكفى مدة غيابه وبالفعل نفذ رأيه وترك بهائمه فى حماية خطته وحماية الرب .
أطالت الحفلة مدة الضيافة وألهتهم سعادة الفرح لإضافة يوم أو يومين تحت ضغط النسوة وفكرتهن فى نشاط حرمن منه مدة طويلة ..علما أن قدوم الفرح بين البسطاء نادر ..وهم فى بهجتهم كان الحمار يقوم بدوره فى الأكل والوحدة المرتاحة والنهيق المؤنس فى أيام الصمت ..وفجأة ظهر ذئب اشتهر بهجوماته على الضاحية ،استغل الذئب هدوء الجو وتيقن من خلو المكان وخطورته ..وقف وراء الحمار.
الذئب : مساء الخير صديقى المعذب المربوط.
الحمار : ابتعد عنى لست صديقا لك
الذئب :جئت لأساعدك وأفك وحدتك
الحمار :من الأحسن أن تهتم برحيلك وتريح هذه المنطقة من أنيابك الدموية.
الذئب :أرى نقصانا فى علفك يا بهيمة مظلومة، ووراءك حقل أخضر ينادى جوعك
الحمار :سيأتى سيدى ليحررنى ثم أشبع مكافأة لصبري
الذئب : إن تأخر سيدك ستموت جوعا وأنت تقف على أرض جردتها بأكلك المفرط
الحمار: أنت فضولي
الذئب :اعتبرنى مخلصا وسأقترح عليك حلا يحررك لتشبع وتطفئ جوعك الذى ينط من عينك وفى نفس الوقت سأستفيد قليلا..
الحمار:وما هو اقتراحك ؟
الذئب : إن وعدتنى سأخبرك لأني أخاف من إخلاصك
الحمار:أعدك
الذئب :سأفك رباطك وترافقنى لتركل باب الزريبة
الحمار :موافق لكي أشبع وأنا لا أدرى غرضك
تمت العملية الأولى مشى الذئب وراء الحمار فى اتجاه الزريبة وهنا رأى الخطر يحدق بالخرفان ..وعند بابها..
الذئب :هيا اركل الباب .
وما كانت الركلة القوية إلا ضربة أسقطت الذئب أرضا ليفقد حركته فيجتمع حوله بعض من أهل القرية ..قتل الذئب المحتال ونال الحمار بعد عودة سيده ما تمناه من العناية....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق