الأحد، 15 أبريل 2012

"كيف حصل الأرنب البري على أذنيه الطويلتين ؟" حكاية شعبية للأطفال ترجمة: عيسى فتوح

كيف حصل الأرنب البري
على أذنيه الطويلتين ؟*
ترجمة: عيسى فتوح
بالنظرات المختلسة إلى هذا الجانب وذاك، شق الأرنب البري طريقه عَبْر المرج، نحو الغابة القديمة.
فكّر في نفسه: «لماذا لا أذهب وأرى من يعيش هناك؟».
فجأة قابل كبشاً شرد لشقاوته عن القطيع. 
سأله الكبش في حيرة: «أي نوع من الحيوانات أنت؟ وإلى أين أنت ذاهب؟».
«أنا أرنب بري، في طريقي لأبحثَ عن بعض الأصدقاء».
«في هذه الحال تعالَ - أنت وأنا - لنصبح صديقين، سنذهب معاً».
انطلقا كلاهما وتجولا في الغابة، حتى خطرت للكبش فجأة فكرة.
«إصغ إلي أيها الأرنب البري، تعالَ لنبني بأنفسنا بيتاً في الغابة، ثم نعيش فيه بقدْر ما نستطيع من السعادة».
وافق الأرنب البري وقال: «حسناً».
بدأ الصديقان يقطعان بعض الأشجار. 
اختار الكبش بعناية شجرة بتولا(1) مهترئة الجذع. ركض ركضة واسعة ونطحها بقرنيه، فسقطت الشجرة على الأرض.
جاء دور الأرنب البري، فانتقى شجرة بلّوط ضخمة.
 ثبّت أذنيه، وحنى رأسه كما فعل الكبش، ثم ركض ركضة سريعة ونطح الشجرة مباشرة، فلم تتأثر وظلت تنتصب بثبات كما كانت من قبل، لكن أذني الأرنب المسكين قد تسطحتا كثيراً، حتى إنك لم تعدْ تستطيع أن تراهما. 
ماذا كان عليه أن يفعل؟.
حين رأى الكبش صديقه على هذه الحال تألم وقال له: «ابقَ في مكانك، وسأحاول تقويم أذنيك».
لزم الأرنب مكانه، فشد الكبشُ بكل ما عنده من قوة. 
شد وشد حتى انتصبت أذنا الأرنب وعادتا كما كانتا من قبل.
صاح الأرنب: «يكفي يكفي».
لكن الكبش الشقي لم يصغِ له، وأمعن في الشد حتى استطالت أذناه ثلاث مرات عما كانتا عليه من قبل.
تلك هي الطريقة التي حصل فيها الأرنب البري على أذنيه الطويلتين، رغماً عن أنفه.

ــــــــــــــــــــــــــ
(1) البتولا: أشجار حرجية جميلة الشكل، جيدة الخشب. تزرع بكثرة في روسيا، ويستخرج منها العفص.
*من كتاب "الأرنب البريّ وأصدقاؤه"حكايات شعبية عن الحيوانات من جمهورية لاتفيا منشورات وزارة الثقافة - مديرية ثقافة الطفل
دمشــق - 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق