تأليف : نجلاء علام
يُحكى أن ملكاً كان يعيش فى قصره الكبير يحكم بلاداً مملوءة بالخير والثروة ، ولكنه لم يكن سعيداً ، فدائماً ما كان الملك يشعر بالحزن حينا والضجر حينا آخر ، فأخذ الملك يبحث عن السعادة فى كل مكان ، ونصحه كل وزير من وزرائه بنصيحة فمنهم من قال له :
- تزوج يا مولاى الملك ، اختر عروساً جميلة ، وتزوجها ، فلا شئ يجعلك سعيداً مثل الزواج .
فاختار الملك أميرة جميلة تزوجها وجعلها ملكة وأقام الزينات فى البلاد أربعين ليلة ولكنه لم يصبح سعيداً .
وأخبره وزير آخر :
- إن السعادة فى الطعام الطيب متميز النكهة ، وأشار عليه بتغير الطباخ الخاص به ففعل الملك ، وأكل أفضل الأطعمة وأشهى الأطباق ، ولكنه لم يصبح سعيداً.
ونصحه وزير آخر بالترويح عن نفسه فى الرحلات المتعددة ، وأعد الملك العدة وذهب إلى الغابات وقام بالصيد والمغامرة ثم ارتحل إلى الصحراء وعاش أياماً وليالى رأى فيها عجائب كثيرة ولكنه لم يعد سعيداً ، وكانت الملكة ترى حيرة الملك ولا تملك اجابة تقدمها له عن سر السعادة .

- لا شئ يسعد يا مولاى أكثر من أن ترى نتاج جهدك بين يديك .
وعرف الملك سر السعادة من هذا الرجل ، وقرر بعد أن عاد إلى قصره ، أن يرعى شعبه مثلما يرعى الفلاح أرضه ، وأمر أن يطوف المنادون فى البلاد ليخبروا الناس أن الملك على استعداد لمقابلة كل محتاج وكل من له مطلب أو مظلمة ، وفُتحت أبواب القصر واستقبل الملك الناس وسمع منهم وقضى لهم حاجاتهم وحل مشاكلهم ، وعندما رأى البسمة على وجوههم ، عرف أنه أدى عمله ، وعندما رأى المحبة فى أعينهم وسمع كلمات الشكر والدعاء من ألسنتهم حصد نتاج عمله ، فعرف الملك طعم السعادة لأول مرة .
وذات يوم دخلت عليه الملكة وقالت له :
- لقد كنت تبحث عن السعادة ياملكى العزيز ولم أكن أعرف كيف أجدها ، ولكنى الآن رأيت السعادة فى وجوه شعبك وعرفت سرها منك وستسعد أكثر حين تعرف أن الله سيهبنا أميراً صغيراً علينا أن نعلمه كيف يعيش سعيداً ويُسعد من حوله .
وعاش الملك والملكة مع الأمير أسعد أيامهم ، وأعطى الملك لشعبه الرعاية والأمان فأعطاه الشعب الحب والتضحية ، حتى صارت بلاد الملك هى بلاد السعادة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق