الكراسة
سمر إبراهيم

- أريد هذه الكراسة الموجودة في أعلى الصف الأخير.
أشار البائع إلى كراسة أخرى، فقال له عمرو:
- ليست هذه.
وظل البائع يشير إلى الكراسات في أعلى الصف الأخير واحدة تلو الأخرى، ولم تمس يده الكراسة التي اختارها عمرو، أخيرا أحضر البائع الكراسة وهو خجل، وأعتذر لعمرو قائلا:
- آسف، فلم أر هذه الكراسة منذ زمن، وكأنها كانت تتعمد أن تنزوى بعيدا حتى لا تباع.
ابتسم عمرو، وقال له:
- أرني إياها.
أعطى البائع الكراسة لعمرو وهو متعجب من أمره، أخرج عمرو منديله، مسح التراب عن سطحها، فبدأت نجومها في الظهور والتلألؤ، وتأكد عمرو من أنها أجمل كراسة في المكتبة.
اشتراها عمرو بربع ثمنها الأصلي. ثم عاد إلى بيته، وأكمل تنظيفها، فرحت الكراسة، واعتبرت أن عمرو صديقها، وأن عليها إسعاده. فكان إذا ما فتحها تعزف له لحنًا موسيقيا جميلا، وعندما يبدأ في الرسم يجري القلم على أوراقها بسهولة، فتظهر أجمل الرسوم. وكانت تحكي له أجمل الحكايات، وتعلق عمرو بها، فكان أول ما يفعله عمرو صباحا هو تحية هذه الكراسة، وأول ما يفعله عند عودته من المدرسة الجري عليها.
وظلا هكذا سنوات طويلة، وكبر عمرو وكبرت الكراسة، وتعرف عمرو على كراسات كثيرة وكتب أكثر، ولكن ظلت هذه الكراسة صديقته الأولى والمفضلة.
هناك تعليق واحد:
ما الغاية من القصة والهدف الذي ترمي اليه
إرسال تعليق