الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

"ثياب العيد" قصة للأطفال بقلم كفاح إبراهيم

ثياب العيد
كفاح جميل حسن إبراهيم

عادت منى إلى بيتها سعيدة، وقد أمضت يومها على جمر الانتظار، إنها ستذهب هذا اليوم مع أمها إلى السوق لشراء ثياب العيد، دخلت البيت سعيدة، وحيت الجميع بصوتٍ عالٍ:
- السلام عليكم.. لقد وصلت.
ثم أسرعت لتتناول طعام الغداء، وراحت تقول إلى أمها:
- كل البنات في صفي اشترين ثياباً جديدة.
- ردت الأم: بهذه السرعة!!
- حتى أن ميسون أحضرت معها ثوب العيد لترينا إياه، لقد كان جميلاً جداً، كم تمنيت أن أحصل على ثوبٍ مثله، لكني متأكدة أنك ستشترين لي ثوباً أجمل منه، أليس كذلك يا أمي؟
تنهدت الأم وهي تصغي لكلام منى وكأنها شاردة وغير مهتمة بما تقول..
تابعت منى بانفعال:
- هل استبدل ملابسي
وأستعد للخروج يا أمي؟
- كلا يا منى، لن نذهب للسوق.
- لماذا يا أمي؟
لقد وعدتني منذ أسبوع أن نذهب اليوم لشراء ثياب العيد.
- لن نشتري ثياباً للعيد يا منى.
- لماذا يا أمي
لقد وعدتني؟؟
- هذا صحيح..
كنت قد ادخرت بعض المال من مصروف البيت لأشتري لك ثياباً..
لكن مرض أختك المفاجئ اضطرني لانفاق المال
وإحضار الدواء لها.
- ماذا يعني هذا
ألن أشتري ثياباً!!
ألن أفرح بالعيد مثل صديقاتي!!
- لا تقلقي يا منى..
سأخيط لك ثوباً يليق بك..
- لا اريد أن تخيطي لي ثوباً..
أريد أن أشتري من ذلك المحل الفخم الذي اشترت منه صديقاتي.
راحت منى تحتج وهي غاضبة وترفع صوتها، حتى رأت أختها نهى المريضة قد نهضت من فراشها وهي تقول:
- أنا آسفة يا منى فكل هذا بسببي..
وما كادت نهى تنهي جملتها حتى سقطت على الأرض، فأسرعت الأم مع منى لحملها إلى سريرها.. وبعد أن اطمئنتا عليها قالت لإختها منى:
- لو لم أمرض لكنت اشتريت ثياباً جديدة بالمال الذي ادخرته أمي لك.
- لا بأس يا نهى
فصحتك عندي أهم من ثياب العيد بكثير..
وبالنسبة لي سأفعل كما افعل في كل عيد
سأرتدي ثياب السنة الماضية..
وسأتحمل نظرات صديقاتي كالعادة..
احتضنت الأم ابنتيها وقالت:
- العيد لا يكون بالثياب الجديدة والغالية..
العيد هو مشاعرنا وإحساسنا ببعضنا..
وهذا هو سر سعادتنا رغم فقرنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق