عنقود العنب
قصة: د.طارق البكري
- لم يتوقع عنقود العنب عندما كان حصرماً صغيراً أنْ يصبح طعمه مثل السكر.. كان يشعر بطعمه الحامض المرّ ويرى الناس يتجاوزونه إلى العناقيد الناضجة..
- أدرك العنقود منذ صغره معنى النضج ومعنى أن يمضي أسابيع طويلة مملة يتدلى على شجرة العنب..
- كان العنقود الصلب في حباته الأخضر في لونه يتأمل الريح والسماء والنجوم والتراب والناس يروحون ويجيئون من حوله.. وصار يعرف المكان بكل تفاصيله.. حتى الحشرات الصغيرة التي تمشي على الأرض..
- كان العنقود سعيداً جداً وهو يراقب حالات نضجه تحوله يوماً بعد يوم من عنقود شديد الحموضة إلى عنقود شديد الحلاوة..
- وعندما بدأ يشعر بحلاوته.. أدرك اقتراب موعد الحصاد.. وأن يوم قطفه بات قريباً.. فصار يحرص كل يوم على أن يعرض جسده للماء الذي ينثره المزارع الطيب على حباته.. فكان يشعر بالانتعاش والرضا.
- بدأ لون العنقود يتغير، وبدأ النضج يظهر عليه.. حتى أصبح ذهبي اللون.. يلمع تحت أشعة الشمس..
- وجاء المزارع في الصباح يتفقد زرعه.. راح العنقود يناديه بكل حب.. ويقول له تعال يا سيدي واقطفني.. لقد اشتقت إلى يديك..
- نظر المزارع إلى العنقود بفرح.. وقال في نفسه.. ليس بعد.. ثم مضى في طريقه..
- شعر العنقود بالأسى.. فهو يريد أن يحظى بهذا التكريم وهذا الشرف.. فكل يوم يرى أقرانه العناقيد وقد وضعت في سلال القش.. بعناية وحنان..
- ظل العنقود ينتظر موعد قطافه كل يوم.. وإذا مرّ المزارع قربه ومضى.. كان يقول.. غداً موعدنا..
- وفي يوم مشرق سعيد.. جاء المزارع بنشاطه المعهود، ومضى مباشرة إلى العنقود الجميل.. قطفه برقة الأب الحنون.. ووضعه في سلة القش.. ومضى يشكر الله على ما أعطاه من نِعم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق