الاثنين، 10 ديسمبر 2018

"رتاج ..قطعة الجبن ...والقمر" قصة للأطفال بقلم: عمامرة حركاتي


رتاج ..قطعة الجبن ...والقمر
قصة للأطفال
بقلم: عمامرة حركاتي

خرج حسام صباحا ، قاصدا مدرسته ، هو يستيقظ باكرا ، مع بزوغ الفجر ، عندما يسمع الديك وهو يصدح بصوته الجميل ... كان حسام وهو ابن الثامنة يشده منظر السماء المرصعة بالنجوم تحيط بقرص كبير يبدأ صغيرا ، ثم سرعان ما يكبر ليشكل قرصا تحيط به هالة كبيرة إنه القمر... اخته رتاج ذات الخمس سنوات تستيقظ مع اول قدم توضع في شوارع القرية ،هي من يوقظ امها وابيها وحسام ...لآداء صلاة الصبح ... يقصد حسام مدرسته القريبة كل يوم مع رفاقه من القرية ...وعند العودة يجد حسام أخته رتاج بإنتظاره علًها تفوز بقطعة الجبن التي تعودت عليها كل يوم ، فحسام يحظرها من مطعم المدرسة حبا لأخته الصغرى...التي يؤثرها على نفسه . حسام صاحب القلب الجميل لا يعرف للكراهية معنى ولم يعرف الشر قلبه يوما ، يحبه كل الرفاق وحتى معلمته التي لم تنجب ابناء بعد تعتبره إبنها. إسيقظ اليوم كعادته ليجد أخته تراقب القمر من كل الإتجاهات ، لكنها عبثا تحاول فلا اثر له ولا للنجوم ، ماذا حدث إنها الغيوم الرمادية الكثيفة التي غطت السماء بلون قاتم ، مع برودة لاسعة تحمل نسائم الشتاء القارص .... احست رتاج بقشعريرة مؤلمة إرتعشت لها فريستها النحيلة .. هاهي رتا ج تقف عند باب البيت بجسمها النحيل متالمة وهي ترتعش وتقول : لاتذهب ياحسام ، لاتتركني وحدي !! إستغربت الأم طلبها لآول مرة تفعل ذلك. مابك يارتاج ؟ امي لم أر القمر اليوم !! لا عليك يا إبنتي اتركي اخاك يذهب إلى مدرسته .. لا...لا...ياامي ..!! مابك يارتاج ..؟ تعقلي يارتاج أتركي اخاك...!! غادر حسام الى مدرسته ، تحت وابل الدموع التي ذرفتها رتاج وهي تنادي بعودة اخيها .. كانت تلقي عليه نظرة فيها عديد المعاني ...وكانت حينها السماء قد ارسلت وابلا من الغيث النافع الذي إستبشر الفلاحون لهطوله .. لم تكن عائلة حسام تدري أن حساما غاب إلى الأبد ، حتى حان موعد عودته ...
خرجت رتاج لإستقباله كعادتها من اجل الظفر بقطعة الجبن ، لكنه لم يعد ، سالوا عنه رفاقه ، وإتصلوابمدرسته ومعلميه ، ولكن بمن تستنجد العائلة ،وبمن تستجير..؟؟! نزل الخبر كالصاعقة على العائلة الصغيرة : إن حساما خطفته عصابة ،نزعت اعضاءه وتركته مرميا علئ قارعة الطريق..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق