قشر البيضة
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن
" 1 "
ــــــــــــ
انتهز ثعلوب فرصة استغراق أمه في
النوم ، فتسلل بهدوء من البيت ، مصمما ، أن يصطاد بنفسه ما يمكن أن يأكله ، ويملأ
به بطنه الفارغة ، التي كانت تقرقع من الجوع .
وتجول طويلاً في الغابة ، محاولاً اصطياد شيء يؤكل ، لكن دون جدوى ، وتملكه
شعور بالخيبة والحزن ، وهم أن يقفل عائداً إلى البيت ، وفجأة التمعت عيناه فرحاً ،
إذ لمح تحت شجرة الصنوبر الضخمة قشر بيضة ، فأسرع إلى الشجرة ، وانحنى يتأمل القشر
، ثم صاح : فقس بيض الحمامة .
ومد يده ، وتناول قشر البيضة ، وانطلق مسرعاً به إلى أمه .
" 2 "
ــــــــــــ
أفاقت أم ثعلوب ، على ثعلوب يصيح
: ماما ، فقس بيض الحمامة ، فوق شجرة الصنوبر .
وهبت أم ثعلوب متسائلة : الحمامة !
وأراها ثعلوب قشر البيض ، وقال فرحاً : انظري ، يا ماما ، هذا قشر إحدى
البيضات ، وجدته تحت الشجرة .
وأخذت أم ثعلوب قشر البيضة ، وألقت عليه نظرة سريعة ، ثم قالت مستنكرة :
حمامة .
وأطرق ثعلوب رأسه متردداً ، وقال : نعم ، حمامة ، سمعت هديلها بين الأغصان
.
وهزت أمه رأسها ، وقالت : هذا قشر بيض غراب ، وليس حمامة .
واحتج ثعلوب قائلاً : ماما ..
وقاطعته أمه بحزم : غراب .
ورمت أم ثعلوب القشر جانباً ، وتقدمت منه قائلة : هيا نبحث عن هذا العش ،
إننا جوعى ، ولا بأس بالغراب حين نكون جوعى .
" 3 "
ــــــــــــ
سارت أم ثعلوب ، متجهة نحو شجرة
الصنوبر ، وثعلوب يخب وراءها ، وأبطأت قليلاً ، تتشمم يميناً ويساراً ثم حثت خطاها
منحرفة قليلاً عن الطريق ، فتوقف ثعلوب ، وصاح : ماما ، شجرة الصنوبر ليست من هنا
، بل ..
فقاطعته أمه دون أن تتوقف : هش ، لا ترفع صوتك ، أعرف مكان شجرة الصنوبر
الضخمة .
ولحق ثعلوب بأمه ، وقال محاولاً إقناعها : ماما ..
لم تصغ ِ أمه إليه ، بل تابعت قائلة : الغراب ليس حماراً مثلك ، إنه يلقي
قشور بيضه بعيداً ، حتى يضلل أعداءه ، ولا يدع أحداً منهم يهتدي إلى عشه .
وهز ثعلوب رأسه مدمدماً : يا لحياة الثعالب ، ما أشقها وما . .
وقاطعته أمه قائلة : هذا ما يقوله الحمير من الثعالب ، تعال ، وكن مثلي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق