السبت، 3 نوفمبر 2018

"البطريق والثعلب " قصة للأطفال بقلم : طلال حسن


البطريق والثعلب
قصة للأطفال
 بقلم : طلال حسن

   وقفت البطارق ، على منحدر التل الجليدي ، تتدفأ بأشعة شمس الربيع ، ومن بعيد لاح بطريق فتيّ ، يتهادى بأقصى سرعته ، على قائمتيه القصيرتين القويتين ، ويصوُت قائلاً : حذار ِ .. حذار ِ ..  الثعلب في الجوار .  
واستبد الخوف بالبطارق ، وراحت تتلفتُ مصوتة ، حائرة ، وصاحت بطريقة فتية : يا ويلي ، سيأكلني الثعلب .
فأسرعت إليها بطريقة كبيرة ، وقالت بصوت مرتعش : لا تخافي ..أ أ أنا معكٍ .
وهنا وقف بطريق عجوز ، وقال : اصمتوا لحظة ، اصمتوا .
لكن أحداً لم يصمت ، فتابع قائلاً : فلنصعد هذا التل ، إنه أقرب مكان إلى البحر .
وانطلق البطريق العجوز يتسلق التل ، بأقصى ما يستطيعه من سرعة ، وانطلقت البطارق في أثره ، سائرة الواحد خلف الآخر .
وتوقف البطريق العجوز ، عند مرتفع صغير من الجليد ، اعترض طريقه ، وتجمعت البطارق حوله ، على غير نظام ، تتلفت مصوتة حائرة .
وهنا تقدم البطريق الفتيّ ، دون أن ينبس بكلمة ، وقفز متخطياً المرتفع الجليدي ، وسرعان ما تبعه البطارق ، قافزة الواحد بع الآخر ، وراحت تسير في أثره ، صاعدة التل .
وأخيراً وصل البطريق القمة ، ووقف يتلفت منتظراً البطارق الأخرى ، وفجأة انتفض صارخاً : الثعلب .
وتوقفت البطارق ، وقد استبد بها الرعب ، ورأت البطريق الفتيّ ، ينحدر بسرعة نحو البحر ، والثعلب في إثره ، وعلى المنحدر أسرعت البطارق ، تتسابق متصايحة ، حتى وصلوا قمة التل ، ووقفوا لحظة لاهثين ، يراقبون بانفعال مطاردة الثعلب للبطريق الفتيّ .
وكاد البطريق الفتيّ ، يقع في قبضة الثعلب ، لو لم يقفز في اللحظة الأخيرة إلى البحر .
وحاول الثعلب أن يتوقف ، مستخدماً مخالبه في التمسك بالجليد ، وأوشك أن ينجح في ذلك ، وإذا به يفاجأ بالبطارق ، تنطلق نحوه من أعلى التل ، زاحفة على بطونها ، فوق سطح الجليد الأملس ، وتجرفه معها ، ليسقطوا جميعاً في البحر .
وفي لمح البصر ، غاصت البطارق ، وانطلقت تسبح مبتعدة في شتى الاتجاهات ، ووجد الثعلب نفسه ، يتخبط وحيداً في المياه الباردة ، ويحاول عبثاً الخروج إلى سفح التل الجليدي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق