"الثعلب والنمل المحارب " قصة للأطفال بقلم: طلال حسن

الثعلب والنمل المحارب

قصة للأطفال

بقلم: طلال حسن

   " 1 "

ـــــــــــــــ

   خرج الثعلب من بيته ، قبيل الظهر ، وهو يفرك يديه فرحاً ، ويقول : كل شيء على ما يرام ، ستفرح الثعلبة الجميلة بهذه الوليمة ، وستفخر بها أمام صديقاتها ، و .. فلأسرع الآن .

وانطلق مسرعاً نحو النبع ، حيث تنتظره الثعلبة الفتية الجميلة ، ورأى مجموعة من النمل المحارب ، تتحرك بنظام عسكري ، وقد وقف قوادها على أبعاد منتظمة ، وكأنهم يصدرون الأوامر من كل جانب .

وتوقف الثعلب مقهقهاً ، وقال : لمن ستحاربون هذه المرة ؟

فرد القائد : سنحارب السفهاء .

وكف الثعلب عن القهقهة ، واستأنف سيره مسرعاً ، دون أن يتفوه بكلمة واحدة ، والتفت القائد إلى النمل المحارب ، وقال : هذا الثعلب من السفهاء .

فتقدمت نملة عجوز ، وقالت : سيدي ، أنا أعرف بيته .

ونظر القائد إليها ، وقال : حسن ، دلينا عليه ، لابد أن ننظفه ، هيا تقدمينا ، هيا .

  " 2 "

ـــــــــــــــ

   حث ّ الثعلب خطاه ، فالثعلبة الفتية الجميلة تنتظره عند النبع ، وهو يريد أن يصل إليها بأسرع وقت ممكن ، وحثّ النمل المحارب خطاه ، متحركاً في نظام عسكري ، تتقدمه النملة العجوز ، فهو يريد أن يصل بسرعة ، إلى بيت الثعلب .

ولاحت الثعلبة الجميلة ، تقف منتظرة قرب النبع ، فالتمعت عينا الثعلب ، وأسرع نحوها متمتماً : ها هي جميلتي تنتظرني .

ولاح بيت الثعلب من بعيد ، فأسرعت النملة العجوز ، وهي تتقدم النمل المحارب ، وتصيح : ها هو بيت الثعلب ، يا سيدي .

واقترب الثعلب من الثعلبة الفتية الجميلة ، وقال مبتسماً : صباح الخير .

فردت الثعلبة الفتية الجميلة قائلة : أهلاً .

وقال الثعلب : لقد أعددت لك وليمة ، وأي وليمة ، تفضلي معي .

وتطلعت الثعلبة الفتية الجميلة إليه ، ثم تقدمته ، دون أن تتفوه بكلمة .

وتقدم النمل الحربي ، وراح يدخل بيت الثعلب ، بخطوات عسكرية منتظمة .

  " 3 "

ــــــــــــــ

   أقبل الثعلب ، يسير متبختراً إلى جانب الثعلبة الفتية الجميلة ، ولاح بيته من بعيد ، فأشار إليه قائلاً : ذاك هو بيتي ، آه ..

ومال على الثعلبة الفتية الجميلة ، وأضاف بصوت هامس : آمل أن يكون .. بيتنا  .

وتطلعت الثعلبة الفتية الجميلة إلى البيت ، ثم قالت : البيت مهم ، لكن الأهم هو ما فيه .

وابتسم الثعلب مزهواً ، وقال : هذه الوليمة ، التي أقيمها لك اليوم ، هي عيّنة مما سيكون فيه دائماً .

وتنهدت الثعلبة الفتية الجميلة ، وقالت : إنني جائعة .

فرد الثعلب قائلاً : ستشبعين ، فقد أحضرت لك أرنباً ، وديكاً رومياً ، ودجاجتين ، وثلاث حمامات .

وهمهمت الثعلبة الفتية الجميلة قائلة : هم م م م  .

 وتوقف الثعلب ، عند باب البيت ، وهتف بصوت احتفالي ، وهو ينحني قليلاً : أهلاً بك في بيتي ، يا عزيزتي ، تفضلي .

وتفضلت الثعلبة الفتية الجميلة ، وتقدمته إلى الداخل ، ودخل الثعلب في أعقابها ، وهو يتساءل : ما رأيك ؟

وردت الثعلبة الفتية الجميلة بشيء من السخرية ، والغضب : حقاً ، إنها كما قلت ، وليمة وأي وليمة .

ثم استدارت ، وخرجت منزعجة ، وهي تقول : لم أعد جائعة .

وصعق الثعلب ، وجحظت عيناه ، حين لم يجد من   الأرنب ، والديك الرومي ، والدجاجتين ، والحمامات الثلاث ، سوى العظام ، فتمتم منهاراً : النمل الحربي ، يا ويلي ، لقد انتهى كل شيء .