السبت، 3 نوفمبر 2018

"عندما طار الثعلب " قصة للأطفال بقلم : طلال حسن


عندما طار الثعلب
قصة للأطفال
 بقلم : طلال حسن

   بحث الوقواق طويلاً عن الثعلب ، وأخيراً وجده راقداً ، تحت شجرة قرب النبع ، فحط على أقرب غصن منه ، وحياه قائلاً : مرحباً أيها الثعلب .
فاعتدل الثعلب ، وقال : أهلاً بالوقواق ، جئت في الوقت المناسب ، تعال ، يا صديقي ، نتسامر .
وهمهم الوقواق ، وقال في نفسه : يريدني أن أدخل جوفه ، بقدميّ ، كما دخلت زوجتي المسكينة ، لكن هيهات .
واستحثه الثعلب قائلاً : هيا ، تعال .
فمال الوقواق عليه ، وقال : تعال أنت معي ، لديّ ما هو أفضل لك من المسامرة ، لديّ فرخ نعامة .
والتمعت عينا الثعلب شرهاً ، وتمتم : فرخ .. !
وسكت لحظة ، ثم قال متردداً : لا .. لا ، النعامة ترفس كالحصان .
وحلق الوقواق قائلاً : اتبعني ، لا تخف ، النعامة بعيدة عن الفرخ .
ووقف الثعلب حائراً ، متردداً ، لكنه سرعان ما تبع الوقواق ، ومن بعيد ، لمح فرخ النعامة ، يطارد فراشة ، وهتف الوقواق : أيها الثعلب ، هيا ، مثل هذه فرصة لن تتكرر .
وبدون تردد ، انطلق الثعلب نحو فرخ النعامة ، وقد كشر عن أنيابه ، وما إن رآه الفرخ مقبلاً ، حتى صاح بأعلى صوته : ماما ، الثعلب .
وفي الحال ، هبت كالعاصفة نعامة ضخمة ، من وراء شجرة قريبة ، وهي تصيح : الويل للثعلب .
وتسمر الثعلب مصعوقاً ، لكن تسمره لم يدم طويلاً ، فقد طار متقلباً في الجو ، بعد أن رفسته النعامة بقائمتيها القويتين ، وتهاوى من حالق جثة هامدة .
وحام الوقواق مرفرفاً حوله ، ثم مضى مبتعداً ، وهو يقول : هذه أول وآخر مرة يطير فيها الثعلب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق