الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

"بيض التمساح " قصة للأطفال بقلم : طلال حسن


بيض التمساح
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن

    الثعلب
ـــــــــــــــــــ
   تسللتُ إلى الشاطىء ، مرة أخرى ، وتواريت خلف إحى الأشجار ، ويا لحظي التعس ، إنني أتسلل إلى هنا مرات كلّ يوم ، دون أن أحظى بشيء ، ويبدو أنني لن أحظى بأي شيء ، مادامت الأفعى اللعينة ، ترابط هكذا في مكانها .
وأطليتُ من وراء الشجرة ، ورأيت أنثى التمساح بعيدة عن مكان بيضها ، تبحث وسط النهر عما تأكله ، آه الأيام تمضي ، وستفقس هذا البيض ، إن لم أصل إليه ، بأسرع وقت ممكن .
وهممتُ أن أغادر الشجرة ، وأتسلل إلى مكان بيض أنثى التمساح ، وإذا الأفعى اللعينة ترفع رأسها الضخم كالعادة ، وعيناها المتقادحتان تدوران في جميع الاتجاهات ، وعلى الفور ، تواريتُ ثانية خلف الشجرة ، آه ، لا خيار ، لابد من قتل هذه الأفعى وإلا فات الأوان .

    قاتل الأفاعي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
   خرجتُ مبكراً على عادتي ، وتجولت في الأحراش ، باحثاً عن طعامي المفضل ، الأفاعي ، حتى اصطدتُ أفعى صغيرة ، وعدتُ بها إلى عشي ، وقطعتها بمنقاري القوي إلى قطع صغيرة ، ورحت أطعم منها صغاري ، وإذا الثعلب العجوز يحييني  مرحباً ، يا صديقي .
صديقي ! يا للعجب ، لابد أن له حاجة عندي ، فأجبته دون أن ألتفت إليه : خيراً أيها الثعلب العجوز .
وصدق طني ، فقد قال لي بلهجة معسولة : جئت أدلك على أفعى ، تكفيك أنت وصغارك ، أياماً عديدة .
ونظرتُ إليه ، وقلت : أعرفها ، وأعرف مكانها ، إنها ضخمة ، شرسة ، وطائر مثلي لا يستطيع أن يقتلها .
وأضفت بلهجة ذات مغزى : اذهب ، يا صديقي ، إلى النمس .
ورمقني الثعلب العجوز مغتاظاً ، ثم مضى مبتعداً ، أنا أعرف أنه لن يذهب إلى النمس ، فالنمس سيأكل الأفعى ، لكنه سيأكل معها ، ما يريه الثعلب العجوز نفسه .

    النمس
ـــــــــــــــــــ
جلستُ وحيداً تحت الشجرة ، أستحم بأشعة الشمس ، وكاد النوم يغلبني ، لو لم أرَ الثعلب العجوز مقبلاً نحوي ،فهتفتُ به مرحباً بلهجة ساخرة : أهلاً بصديقي العزيز ، أهلاً ، أهلاً .
وتوقف على مقربة مني ، ينظر إليّ متردداً ، ثم سمعته يقول بصوت خافت : عليّ وعلى عدوتي .
فقلتُ مبتسماً : أراك تحدث نفسك ، يا صديقي ، ما الأمر ؟
وردّ بحرج : لا .. لا شيء .
ثم مال عليّ ، وقال : جئتُ أدلك على وجبة ، تستحق أسنانك الحادة .
قلتُ مبتسماً : الأفعى .
ونظر إليّ مذهولاً ، فتابعت : لقد دلني عليها قاتل الأفاعي ، وهي ترقد الآن في بطني .
وعلى الفور ، انتفض الثعلب العجوز فرحاً ، وانطلق نحو الشاطىء ، فصحتُ به : لا تتعجل ، يا صديقي ، لقد فقس بيض أنثى التمساح .
وتوقف الثعلب العجوز ، وقد تهدلت كتفاه ، ثم مضى ، دون أن ينطق بكلمة واحدة ، وتوغل على غير هدى ، في أعماق الغابة .           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق