ديك منتصف الليل
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن
هزتني يد برفق ، إنه جدي ، إنني
أعرف هزة يده ، وما إن فتحت عينيّ ، حتى همس لي : تعال معي .
اعتدلتُ قليلاً ، وقلتُ : جدي .
فقاطعني ، وهو يجرني برفق : هش ، تعال ، ولن تندم .
وقلتُ محتجاً : نحن في منتصف الليل .
وردّ جدي هامساً بصوت معسول : لقد سمعته ، يا ثعلوب ، يصيح ..
وتوقف لائذاً بالصمت ، حين تململت ماما في فراشها ، وهي تقول : ثعلوب .. لا
تصغ ِ إلى جدك .. إنه ..
وجرني جدي ، جرني بعنف هذه المرة ، ومشى بي مسرعاً ، وقال : تعال ، إن أمك
تهلوس كالعادة .
وتوغلنا في الغابة ، والظلام يحاصرنا شيئاً فشيئاً ، وشعرتُ بقبضة جدي
ترتعش فوق قبضتي ، أهو خائف ؟ لا يمكن ، إنه .. ، وتلفت جدي حوله ، وتأتأ قائلاً :
ثعلوووب .. لا تخف .. إ إ إنني معك .
لابد أنه خائف ، يا للعجب ، إن جدي أشجع ثعلب عرفته الغابة ، هذا ما أخبرني
به أكثر من مرة .
وتناهى صوت من بعيد ، فتوقف جدي مرهفاً سمعه ، وقال : أصغ ِ ، يا ثعلوب ،
إنه .. الديك .
وقبل أن أردّ بشيء ، جرني مسرعاً بي نحو مصدر الصوت ، وقال وهو يلهث :
الديكة .. مثل الثعالب .. نوعان .. النوع الأول أحمق .. والنوع ..
وارتفع صوت غريب من فوق إحدى الأشجار ، يصيح : كوكو .. ليكو .
وتوقف جدي هامساً : إنه هو ..
وحدقتُ فيه ، ثم قلت : لكنه لا يقول كوكو .. ريكو ، بل ..
وقاطعني بنفاد صبر : أيها الأحمق ، إنه ديك من النوع الأول .
ومن بين أغصان إحدى الأشجار ، أطل ببغاء برأسه ، وهو يكتم ضحكته ، فهتفتُ
بجدي : انظر ، هذا ليس بديك ، بل ..
وفتح الببغاء فمه ، وصاح بأعلى صوته : عو عو عوووو .
وانتفض جدي مرتعباً ، وأطلق سيقانه للريح ، وتركني أتخبط وحيداً ، في طريق
العودة إلى البيت ، إن جدي محق ، فالثعالب مثل الديكة .. نوعان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق