من كسر سن الثعلب ؟
طلال حسن
خرج الثعلب العجوز للصيد بصحبة
زوجته ، ولم يتفوه طول الوقت بكلمة ، وتحاشت زوجته الحديث معه ، وأدركهما التعب ،
فجلسا يستريحان ، في ظل إحدى الأشجار .
واختلست زوجته نظرة سريعة منه ، وقالت في تردد : أرجو أن ..
فأشاح الثعلب العجوز بوجهه عنها ، وقال : إنه سن منخور ، وقد تخلصتُ منه .
وأقبل ذئب ، فلاذا بالصمت ، ووقف الذئب على مقربة منهما ، وقال مغالباً
ضحكته : يا إلهي ، من كسر سنك ، أيها الثعلب ؟
فرمقه الثعلب العجوز بنظرة مرتابة ، وقال : الأسد .
وكتم الذئب ضحكته ، وقال بنبرة ذات معنى : آه حقاً ، إن آثار حافره مازال
واضحاً على وجهك .
وامتقع وجه الثعلب العجوز ، وهمّ أن يردً على الذئب ، لكن الذئب تركه ومضى
مقهقهاً ، فالتفت الثعلب العجوز إلى زوجته ، وقال : عجباً ، إن هذا الذئب الغبي لم
يصدقني .
وحدقت زوجته فيه ، وقالت بنفاد صبر : كفى ، إن الجميع يعرفون الحقيقة .
لم يتمالك الثعلب العجوز نفسه ، فصاح منفعلاً : الحمار .. يكذ .. آه .
وأطبق الثعلب العجوز فمه ، ونظر إلى زوجته ، ثم طأطأ رأسه نحو الأرض ، ولاذ
بصمت مطبق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق