الاثنين، 8 أكتوبر 2018

"النداء" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن


النداء
 طلال حسن
   بين النوم واليقظة ، تناهى إليه صوت عميق ، يخاطبه قائلاً : أيها الحمار ، إن الملك يناديك .
وتردد في سمعه ، صوت أشبه بصوت ملك الغابة ، يناديه : أيها الحمار .. تعال .. تعال .. تعال .
فهبّ من مكانه قائلاً : يا لله ، إن الملك يناديني .
وأفاقت زوجته على الضجة ، فرمقته بنظرة ساخطة ، وقالت : عد إلى النوم ، نحن في منتصف الليل .
وحدق الحمار في الظلام ، وقال : يجب أن أذهب ، إنه يناديني .
فردت زوجته قائلة : لا أحد يناديك سوى أوهامك .
لم يصغ ِ الحمار إلى زوجته ، ومضى مسرعاً ، وهو يقول : فلأسرع ، لعله يريدني لأمر هام .
واعتدلت زوجته ، وهتفت به قائلة : لا تمض ِ ، سيأكلك الأسد .
وتوقف الحمار لحظة ، ثم قال : يا للعجب ، كيف عرفت أنني سأمضي إلى الأسد ؟
وأطل الثعلب خلسة ، من وراء الشجرة ، ثم سارع بالاختفاء ، ووضع يديه حول فمه ، وصاح بصوت ممطوط : أيها الحمار .. أسرع .. أسرع .. إن الملك يناديك .
والتمعت عينا الحمار فرحاً ، وأسرع نحو العرين ، فمضى الثعلب في أثره ، وهو يقول في نفسه : سنشبع اليوم ، أنا ومليكي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق