الخطة المحكمة
قصة للأطفال
بقلم: طلال حسن
لم يُخفق الثعلب العجوز في حياته
، مثلما أخفق في صيد الأرنب ، واستبد به الغيظ ، حتى اهتدى إلى خطة محكمة ، وسرعان
ما انطلق لتنفيذها مردداً : سأصطاد الأرنب .. سأصطاده .. سأصطاده .
وتسلل إلى بيت الأرنب ، وعالج بابه حتى فتحه ، وتلفت حوله ، لم يرَ أحداً ،
فدخل البيت ، وأغلق الباب ، أين المفر ؟ سيقع الأرنب هذه المرة ، وسينتهي مثلما
انتهى غيره من الدجاج والأرانب والقنافذ .
وكتم ضحكته ، متخيلاً ما سيحدث ، سيأتي الأرنب ، إن عاجلاً أو آجلاً ، وما
إن يفتح الباب حتى يفاجأ بوجوده ، سيشهق ، ويتراجع قائلاً : عفواً ، لقد أخطأت ،
حسبته بيتي ، و..عندئذ..
وارتفع وقع أقدام في الخارج،لابد أنه الأرنب ، وتأهب الثعلب العجوز
للمواجهة ، يا لله ، سيفتح الباب بعد قليل ، ويطل الأرنــ..،وفتح الباب ، وبدلا من
الأرنب أطل الكلب .
وشهق الثعلب العجوز ، وكاد يتهاوى ، لكنه تمالك نفسه ، وقال : عفواً ، لقد
أخطأت على ما يبدو ، يا صديقي ، لابد أنك حسبته بيتك .
وأغلق الكلب الباب ، وقال : لم أخطىء ، هذا بيت الأرنب ، وقد راقبتك ، وأنت
تتسلل إلى الداخل ، وتغلق الباب .
وتراجع الثعلب العجوز إلى الوراء ، وقال : عفواً ، يبدو أنني أخطأت ،
وحسبته بيتي ، أرجوك أبلغ الأرنب اعتذاري .
واقترب الكلب منه ، مكشراً عن أنيابه ، وقال : الأرنب في الخارج ، وقد
وعدته أن أسمعه صوتك .
وجحظت عينا الثعلب العجوز ، وصاح : لا ، أرجوك لا تعضني ، لقد عاش جدي
مجنوناً طول عمره ، بعد أن عضه جدك .
وجفل الأرنب ، وكاد يلوذ بالفرار ، حين ارتفعت صرخة من الداخل ، وسرعان ما
فُتح الباب ، واندفع منه الثعلب العجوز ، وأطلق سيقانه للريح ، وهو يصرخ بأعلى
صوته صرخات مجنونة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق