الثعلب
طلال حسن
طرق الباب ، فنهض الأرنب
متسائلاً : من ؟
وجاءه الردّ : افتح ، أنا الثعلب .
وضحك الأرنب ، وقال ، وهو يتجه نحو الباب : يا لأرنوب ، لا أحد مثله يحاكي
صوت الثعلب .
وفتح الباب ، وتبخرت ضحكته ، وكاد يغمى عليه ، فبدل أرنوب ، أطلّ الثعلب ،
مكشراً عن أنيابه ، وصاح الأرنب مرتعباً : يا ويلي ، في المرة السابقة ، قلت أنك
أرنوب ، فصدقتك ، وفتحت لك الباب ، ولو لم ينقذني منك صديقي الكلب ل ..
وأطبق الثعلب على عنقه ، وقال : الثعلب الحقيقي لا يكرر حيلته مرتين .
وفتح شدقيه ، وتلامعت أسنانه الرهيبة ، وهمّ أن يلتهم الأرنب ، حين ارتفع
من الخارج نباح غاضب : عو .. عو .. عو .
وجمد الثعلب في مكانه ، وتأتأ مرتعباً : آآآ الكلب مرة أخرى ؟
وسرعان ما ترك الأرنب ، ولاذ بالفرار ، وارتفع وقع أقدام في الخارج ، لابد
أنه الكلب ، وقال : آه صديقي العزيز ، يبدو أنني لن أتعلم ، ها أنت تنقذني للمرة
..
وبدل الكلب أطل أرنوب ، ففغر الأرنب فاه ، وصاح : من ! أرنوب ؟
وابتسم أرنوب ، وصاح محاكياً نباح الكلب : عو .. عو .. عو .
وضحكا معاً ، وقال أرنوب : رأيته من بعيد يدخل بيتك ، ولم يكن أمامي
لإنقاذك منه إلا .. عو .. عو .. عو .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق