الزقزاق والثعلب
طلال حسن
تربص الثعلب مراراً بالزقزاق ،
وكلما أفلت منه ، ولاذ بإحدى الأشجار ، صاح به : جبان .
وذات يوم ، تحداه الزقزاق قائلاً : أنا أشجع منك .
فردّ الثعلب : أتحداك .
وحلق الزقزاق ، وقال : تعال معي ، ولنرَ من هو الأشجع .
ومضى الزقزاق محلقاً ، وأسرع الثعلب في أثره ، حتى وصلا شاطىء النهر ، وعلى
رمال الشاطىء ، كان التمساح يرقد ، وقد فتح فمه على سعته ، وبدت أسنانه الحادة
تتلامع ، كأنها خناجر .
وتوقف الثعلب مرتعباً ، بينما حطّ الزقزاق قرب التمساح ، وقال : إذا فعلت
ما سأفعله ، فأنت أشع مني ، أنظر ، سأدخل فم التمساح .
وتأتأ الثعلب : يا لك من كاذب .
وتقدم الزقزاق ، بدون تردد ، وراح يتجول بين أسنان التمساح الشبيهة
بالخناجر ، وفغر الثعلب فاه ، وتراجع مرعوباً ، وخرج الزقزاق من فم التمساح ، وقال
: هيا ، جاء دورك .
وتراءى للثعلب أنه يدخل فم التمساح ، ويقف وسط أسنانه الخناجر ، وفجأة
..يصيح التمساح .. ويطبق فاه .. وتنقض الخناجر عليه من جميع الجهات و .. وشهق
مرتعباً .. وأطلق سيقانه للريح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق