الجمعة، 21 سبتمبر 2018

[ التَاجْ ] مسرحيّة لِلأطفال بقلم : عبد الله جدعان


[ التَاجْ ] 
مسرحيّة لِلأطفال
تأليف: عبد الله جدعان                         
                         

الشخصيات:
                التَاج
               الأبيض
               الأسود
               السيجارة
               الأب
               الابن
       {المسرح مظلم،موسيقى مناسبة،ينبعث صوت يسمع بطريقة الأيكو}
:((التدخين مِن أكْبَرِ الآفاتِ التي يُعانِي مِنها كُل مُجْتَمع ٍ،وَيّعدُ واحدا ًمِن الأخطارِ
    الرئيَسيّة التّي تُهَدَدُ صحَةَ الإنسانِ ،حَيثُ تَتَعدَى المُشْكِلَةَ الشَخْصَ المُدخِنَ إلى
    مِن حَولَه مِن غَيرِ المُدخنين وَهُوَ مَا يُعرف بِالتَدْخيْن السِلْبِي،حَيْث يَتْم انتِقْالُ
    الدُخانِ إلى هؤلاءِ عَن طَريْقِ الهَواءِ،لِذا يَحْسنُ التَوَقفَ عَن التَدخْينِ لأنه يَعْتَبرُ
    مِن مُقَومْاتِ الحيّاةِ الصِحَّيةِ السَعيدَةِ وَذلك للتَحَسنِ الكَبيرِ الذي يطرأ على
    صحَتِنَا بَعد التَوقفِ عَن هذهِ الآفةِ))
[ أصوات مُتَداخِلَة لأناس يَسْعلون مِن جراء التَدخيْن مَع تَصاعد سُحب
                       من دُخان السجائر]
[إضاءة على تاج ذهبي اللون كبير الحجم بداخله تلميذ يجسد الشخصية ]
التاج[ يدخل وهو يَسعل أيضاً] نعم ،يا سادتي وَأساتذتيِ الكِرامْ، عَلينا مواجهةُ
         ظاهرةِ التدخين ِ،لأنّها أصبحتْ خطراً يُهَدِدُ حَياةَ الجَميعِ !
الأبيض [مع الأسود] أتسمَعُ ما قالْتهُ الصحةُ؟
الأسود [باستغراب]  هذا  تاجٌ !!
التاج/ لأنَّ الحكمةَ تقول: الصحةُ تاجُ على رؤوسِ الأصحاءِ،وهي ثروةُ
         الإنسانِ العاقل ِ.
الأبيض[مع التاج] ومَا تقولينَ عن التدخينِ؟
التاج/ يسببُ أمراضَ شرايينِ القلبِ وأمراضِ الجهازِ التنفسي وأخطرُها سرطاناتُ
         الفم واللسانِ والمريء والرئة ِ.
الأبيض[ مع الأسود] سمعتَ ما قالتهُ يا صديقي المُدخن،أنظرْ إلى وجهكَ المُجَّعدِ،
          تبدو أكبرَ مِن سِنَكَ،وأنكَ ترتدي وجهاً فوقَ وجهكَ الذي يميلُ لونهُ إلى
          اللون الرماديِّ أو الأزرق ِ.
الأسود[يسعل قليلاً] صحيحُ هذا الكلامُ،لأن دخانَ السيجارة ِيحتوي على أكثر من
        400 مادةٍ سامة ٍيتمَّ امتصاصُ معظمِها بشكل ٍمباشر ٍفي مَجرى الدمِ ومن
         خلالِها إلى خلايا الجلد ِ.
التاج/ الحقيقةُ العلميّةُ تؤكدُ أنَّ المُدخنَ يستنشقُ حوالي 15% فقط مِن محتوياتِ
         السيجارة،بَينَما يَنفثُ 85% من طَرفِها المُحترق ِإلى الهواءِ ليستنشقها
         الآخرون َ.
الأبيض/ وَهذا ما يُسمى بالتدخينِ السلبيَّ والذي تَسببَ في موتِ الكثيرين َ.
التاج/ أحسنتَ قولاً،وهكذا ينتقلُ الضررُ إلى آخرين أبرياءَ.
الأبيض/ ما هي اخطرُ العناصرِ التي تدخلُ في صناعةِ التبغ ِ؟
التاج/ النيكوتينُ العنصرُ الأساسِي المُسبّبِ للإدْمان، والقطرانُ فيسببُ
         أمراضُ مزمنةٌ في الجهازِ التنفسي،وأول ُاوكسيد الكربونْ.
السيجارة[تدخل]  أعترضُ على هذا الكلام ِ.
التاج/ لماذا؟
السيجارة/ لأنَّ أولُ أوكسيد الكربون موجود أيضاً في عوادمِ السيارات ِ.
الأبيض/ لحظة ٌ..لحظة ٌ.. مَنْ أنت؟
السيجارة/ أنا ساقُ أسطوانيُّ قاتمٌ وأوراقي بيضاءٌ، نباتٌ من الفصيلةِ الباذنجانية ِ،
             وتركيبُ من عدةِ مواد ٍمنها لزجةٌ كبيرة ُالحجمِ،ولي رائحة ٌكريهة ٌوكلُها
             سمومٌ!!
الأسود/ عرفتُكَ ،أنتِ صديقتي الحميمةُ السيجارةْ.
السيجارة [باعتراض] عفواً يا صديقي ليستْ السيجارةُ فقط،بل لي استخداماتٌ
             أخرى في التدخينِ،بواسطةِ الغليونِ،النرجيلةِ،الشمةِ بالاستنشاق.
التاج[بانزعاج] إلى هذا الحدِ تتباهين بنفسكِ أيتها السيجارة؟
السيجارة[بتحدٍ] لِمَ لا،مادام عندي بيتُ جميلُ التصميمِ وزاهي الألوان ِ!
الجميع [باستغراب] عندكِ بيتْ!؟
السيجارة/ نعم..[تصفق.. بعدها تدخل علبة السجائر] هذا هو بيتي.
الأبيض/ وماذا بعدْ؟
السيجارة/ لي تاريخ ٌوأسم ٌ.
الأسود[بفرح كبير] حقاً   وَما هو ذلك الاسم وَالتاريخ؟
السيجارة/ أجل، إنَّ موطنَ أجدادي القدماءَ الأولَ هو القارةُ الأمريكية، عندما وصلَ
             كولومبس مع رجالهِ الأسبان لأولِ مرةٍ إلى أمريكا الوسطى مستكشفاً
            القارة الجديدة عام 1492 ميلادية عرفوا التدخين ومن ثم انتشرَ في
            أنحاء ِالقارة ِالأوربية.
الأسود/ ومن أينَ جاءَ أسمُك ِ؟
السيجارة / يُقال أنَّ أصلَ كلمةِ تبغ مشتقٌ من لفظ (توباكو) الذي يُقال أنهُ أسمُ
              الغليون بلغةِ الهنودِ،وقالَ بعضهُم أنه أسمُ جزيرة ٍفي خليجِ المكسيكِ.
التاج[بألم] لكنكِ لعينةٌ  تسببينَ شتىَّ المشاكل.
السيجارة[بتباهي] لكن أكثرَ من مليارِ وربعِ المليار من سكانِ الكرةِ الأرضيةِ هم من
                      المُدخنين وتبلغُ تجارتي 266 مليارَ دولار في العام ِالواحد ِ.
الأبيض/ بسببكِ المُدخن يفقدُ خمسَ دقائقَ من عمره ِمقابل َكل ِّسيجارة ٍ،ويبلغُ عددُ
            المتوفينَ خمسة َملايين فيِّ كل سنة ِ.
الأسود[خائفاً] صحيح ومؤكدُ هذا الكلام يا صديقي الأبيضَ؟
الأبيض/ نعم،وأكثرُ من هذا ، يؤكد الأطباء بأنَّ المُدخن الذي يدخنُ سيجارة ًداخلَ
            سيارةٍ أو في غرفةٍ مغلقة ٍلمدةِ أربع ساعات تعادلُ شُرْبَ عشرِ
           سجائرَ!
التاج/ هل تعلمُ بأن مهندساً زراعيّاً قال عنها أيضاً: أنَّ شجرةَ التبغ لا يقتربُ
            منها حيوانُ ولا طائرُ،لأنهُم بطبيعتهم يعرفونَ ضررَها.
الأبيض/ فكيفَ بنا نحنُ البشرُ نعتبرُها صديقَاً حميماً،أسمْع أيْها الأسودُ،
            ماذا لو نفختُ بوجهكَ ألا وَخاصمتني وقلت لي مجنوناً؟
الأسود/ بالتأكيد سوف أفعلَ.
الأبيض/ ماذا لو سرقتُ من جيبكَ  كلَّ يوم ثلاثة آلاف دينار؟
الأسود/ لاعتبرتُك سارقاً ورفضتُ صداقتَك َ.
الأبيض/ وها هي السجائرُ تسرقُ من جيبك يومياً آلاف الدنانيرْ.
الأسود/ لكنني لا أُدخنُ سوى ثلاث سيجارات كلَّ يوم فقط، فهي لا تضرُني.
التاج/ الأعمى يتمنى أنْ يشاهدَ العالمَ،والأصمُّ يتمنى سماعَ الأصوات ِ،
         والمقعدُ يتمنى المشيَ خطوات ٍ! وأنتَّ في كلِ هذا النعيم ِلكنكَ
         ستفقدُه مادامت السيجارةُ صديقَتكَ الحميمة َ.
الأبيض/ الصداقةُ كالصحةِ لا تعرفُ قيمتَها إلا بعدَ فقدانِها!
الأسود[منهاراً] لكنني لستُ الوحيدَ المتيّمَ بحبها، بل هناك المليارات من
                   البشر رجالاً ونساءً وأطفالا ً.
التاج/ صدقتَ أيَّها الأسودُ                      ــــ إظلام ـــ
ـــ إضاءة، أو بقعة ضوء على حاوية أعقاب السجائر كبيرة الحجم،يجلس بداخلها كل من الأب والابن،وهي  تدور أثناء تبادلهما للكلام،ثم تقف على رأسيهما السيجارة  ــــ
الأب[مع السيجارة] لماذا تفعلينَ بي ما تفعلينَ؟
السيجارة/ أنا علبٌ ملونَة، ومنها أنتَ تختارُ،هانَ لأجلي المالُ والدارُ،أعاديكُم
              وتحموني،وبالأموال تفدوني، وبالرئتين تغذوني..فعلام تلومونَني؟
الابن/ سؤال يترّدد دائماً: إلى متى نُضيّعُ أموالَنا؟إلى متى هذه الغفلة ُ؟
         إلى متى نؤذي أجسامَنا؟
السيجارة/ لا تحاسبْني على ذنبٍ لم أقترفْهُ ،هل نسيتَ ؟أذكرّك َ؟
الأب/ كلا، أيتُّها السيجارةُ،فأنا مَنْ كانَ السببَ في تعليمهِ التدخين ِ،فيما مضى
        كنتُ أحفزهُ ليشتريَ لي علبةَ سجائرَ والاحتفاظ َبالمبلغِ المتبقي ،كَمْ مرةٍ
        قلدّني بعملية ٍالتدخينِ وكنت أنافسُه في نفثِ الدخان ِ.
السيجارة/ هكذا تولّدَ عندَه حُبُّ التقليد ِ،فكنت قدوة ًله في ذلك.
الأب / لكنني كنتُ أمازحُه ليس إلا.
السيجارة/ أنتم لا تعادوني إلى الأمراض أدعوكم،ناري أصبحت داءً لكم،
             أنا سلٌ وأخطارٌ،وعند ي لِلموتِ أشكال ٌ!
الابن/ سمعت ما قالته يا أبي؟
الأب/ أجل يا ولدي ، لكن ما عسانا أن نفعلَ لها.
التاج[صوت إيكو] لا تنسوا الصحة هي أجمل ثوبٌ ترتدونَه ُ!
الأبيض[صوت إيكو] حكمة تقول: أعطني صحتي وخذْ ثروتي!
[يدخل البقعة كل من التاج والأبيض،لكن الأسود يعتلي الحاوية مع الأب والابن]
التاج/ كلامٌ في الهواء أيُّها الأبُّ،وحججٌ فارغة ٌ،فكم من مرة ٍقلتَ سأتركُها،
        سأتوقفُ عن التدخينِ عندما يرى الطبيبُ ذلكَ.
الأبيض/ أو سأمتنعُ عن شربهِ عندما يتحسنُ وضعي في العمل ِ.
التاج/ آخر يقول لا أستطيعُ التوقفَ الآن ،فلديّ ما يكفي من المشاكل ِ.
الأبيض/ هل تعلمونَ بأن الدخانَ حرامٌ في الشرعِ والعقلِ ؟
التاج/ نعم، وفي قوله تعالى الآية 157 من  سورة الأعراف
[ينبعث صوت بطريقة الايكو(( بسم الله الرحمن الرحيم: 
﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )]
الأبيض/ ومن يموتُ بالدخان فقد قتلَ نفسَهُ،ففي قوله تعالى من سورة البقرة الآية
          195[ينبعث صوت بطريقة الايكو((بسم الله الرحمن الرحيم:
                ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾].
الأسود[يخلع ملابسه السوداء لتظهر لنا بيضاء بدل منها ثم يترجل من الحاوية]
         كيف لي أنْ أتحررَ من تبعيتها؟
[الأب والابن كذلك يترجلا من الحاوية]
الأب/ بالله عليكم أنقذونا من عبوديةِ التبغِ والدخان ِ؟
الابن/ هل هناك مفتاحُ للتحررِ من الدَخان ِ؟
التاج/ أجل ،أعقِد العزمَ والإصرَارَ على تَركِها.
الأبيض/ نعم، بِاستطاعتِكم استخدامُ السوّاكِ  أو العلكِ , ممارسةِ الرياضة ِ.
التاج/ اعلموا أنَّه بعد  عِشرين دقيقة من تركِكم  التدخينِ سيحدثُ إعتدالُ في
        الضغط الدموّي وضرباتِ القلب ِ.
الأبيض/بعد 24 ساعة ًتبدأ الرئةُ بالتخلص ِمن القطرانِ المتراكم ِ.
التاج/ بعد 48 ساعة ً يتخلصُ الجسمُ من النيكوتين.
الأبيض/ بعد 12يوماً تتحسنُ الدورةُ الدموية ُ.
الابن[فرحاً] بدلاً من شراءِ سيجارةٍ سأشتري تفاحة ًخضراءَ.
الأب/ سأعمل على الاحتفاظِ بالقرشِ الأبيض لليومِ  الأسود ِ.
الأسود/ سوف أبتعدُ عن كلِ الأماكنِ التي يتواجَدُ فيها المدخنون َ.
التاج/ أحسنتُم القولَ والفعل َ،لذا نرغَبُ أنْ نرى أولادَنا يتعلمونَ أفعالاً  
        بِالقدوة الحسنة.
الأبيض/ أنتبه أيُّها الأبُ والأمُ والأخُ الكبيرُ.. إِنَّ الأطفالَ الذين يعيشونَ في
           جو المُدخنينَ سيكونونَ عرضة ًللتدخينِ بِحكمِ عادةِ التقليد ِ.
[ الأسود والأب والابن يضعون باقات زهور داخل الحاوية ويدورون
  بها عدة دورانات ، ثم يعمل الجميع على طرد السيجارة]
السيجارة[تركض مهرولة حتى تدخل بداخل العلبة]
{الجميع بصوت واحد يتردد بطريقة الإيكو: لقد ولى هذا الشعار:
                                          { أشربْ ناراً وأدفعْ دينارا }
الابن [يغني]           آه ٍ. . آهْ
                    مِنَ الدُخانِ يا أبتاهْ
                    سُمومٌ في كُلِّ اتجاهْ
الأب [يغني]           إحْ . . آحْ
                        في كُلِ صَباحْ
                 قَلّتْ الهِمّةُ . . ضاعَ النَجاحْ
الأسود[ يغني]   التَدْخينُ حُبٌ وَجنونْ
                    مَصائبَهُ تِسعٌ وَتِسعون
                    نِهايَتَهُ صَمْتٌ وَسكونْ
الأبيض[ يغني] التَدخينُ يَضِّرُ بِصِحَةِ الإنسانْ
                       تَلسَعُ  نارَهُ  كأنهَا  ثُعبانْ
السيجارة[ تغني] أسَبِبُ السُعال . . أضِرُّ بِصحَة الإنسانْ
                         أغَيّر الَلونِ . . وَمِنها الأسنانْ
التاج[ يغني]    يَجلِبُ البَلغَم وَالأمراضِ الصَدريّة
                   يُسَبِبُ فَساد الذوقِ وَقِلّة الشَهِيّة
               

                     (( تسدل الستارة ))

هناك تعليق واحد: