الاثنين، 24 سبتمبر 2018

"شهد والقطة بوسى" قصة للأطفال بقلم: دعاء عوض


شهد والقطة بوسى
 بقلم: دعاء عوض

كانتْ شهدُ طفلةً رقيقةً، تعلُو وجهَها البرىء ابتسامةٌ جميلةٌ، وتتمتعُ بشعرٍ بنىٍ داكنٍ وعينين خضرايتين يمتلآن بريقًا كلَّما التقيا بنورِ الشمسِ. كانَ الجميعُ يحبونها ويلقبونها بالقطةِ بوسى إلا هىَ فكانتْ ترفضُ هذا الإسمَ بشدة لأنَّها تكره القططَ كثيرًا وتخشاها. وذات مرةٍ وقفتْ قطةٌ صغيرةٌ أمامَ بابِ شقتِها وبمجردْ أنْ رأتها صرختْ بشدةٍ وجرت نحو أمِّها التى أغلقت البابَ بسرعةٍ شديدةٍ وهدأتْ من روعةِ صغيرتِها. فكرتْ الأمُ ماذا تفعلْ؟
وفى يوم اصطحبتْ الأمُ دبدوبًا صغيرًا يشبهُ القططَ وأهدتْهُ لشهدِ فى عيدِ ميلادِها ولكنَّ صرخةَ شهدٍ دوتْ عاليًا حينما رأتهُ. أقنعتها الأمُ بأنَّه مجردُ دميةٍ يمكن أن تلعبَ وتلهو بها. وتكررتْ محاولاتُ الأمِ كثيرًا حتى اعتادتْ شهدُ عليه وبدأتْ تتآلفُ وتلعبُ معه.
وفى يومٍ جلستْ الأمُ بجوار شهدٍ وروتْ لها حكاية القططِ قائلة:
القططُ يا ابنتِى حيواناتٌ أليفةٌ نصطحبُها معنَا فى كلِ مكانٍ فهى ليستْ مضرةً بالقدرِ الذى تتخيلينَهُ وهى تختلفُ كثيراً عن تلكَ البرية التى تسكنُ الغاباتِ. والقطُ الأليفُ ليس له مكانٌ يرعاه سوى البيتِ والشارعِ  ولذلك فكثيرٌ من الناسِ يقدمون له الألبانَ والأسماكَ كطعامٍ غيرَ أنَّ العديدَ من أطفالِنا يلعبون معه ويعطفون عليه، فهو لا يستخدمُ قوتَّه إلا إذا اقتربَ أحدٌ من صغارِه وقتهَا شاهدَ ما لا يُرضيه. والحيواناتُ الأليفةُ جمةٌ وعديدةٌ أمثال الكلابِ والأرانبِ والماعزِ والأبقارِ وهى جميعها نربيها ونستفيدُ من بعضِها فى إنتاجِ اللحومِ والألبانِ.
استطاعتْ الأمُ أن تُقنعَ صغيرَتها فى أن تقدمَ للقطةِ الصغيرةِ الطعامَ وبدأتْ تتآلفُ معها كثيرًا، ومرتْ الأيامُ وشهدُ تلعبُ معَ القطةِ الصغيرةِ وتجلس جوارها بالساعاتِ هى ودبدوبها. ومنذُ ذلك اليوم عرفتْ شهدُ بأن القطَ حيوانٌ أليفٌ لا يؤذِينا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق