السبت، 11 أغسطس 2018

"سمكة من القاع " قصة للأطفال بقلم: بقلم : طلال حسن

سمكة من القاع
طلال حسن

    السمكة الصغيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    درتُ طويلاً بين شعاب القاع ، أتسقط أخبار السلحفاة ، لقد تأخرت هذه المرة ، الحق معها ، لو كنت مكانها لبقيت بعيداً عن هذا القاع ، فلا شمس هنا ، ولا ريح ، ولا أشجار ، ولا طيور ، ولا .. آه .. إنني أتنازل عن نصف عمري  لقاء نظرة واحدة على ما تراه السلحفاة ، كلّ يوم ، فوق الشاطىء ، واندفعتُ أدور ثانية بين الشعاب ، لعلي أرى السلحفاة ، أو أقع على خبر لها .

    السلحفاة
ـــــــــــــــــــ
    بأسرع ما أستطيع ، عبرتُ الشاطىء ، وغصت في الماء ، لقد تأخرت بعض الشيء هذه المرة ، لا بأس ، فالسمكة الصغيرة ستتفهمني ، بل وستفرح لي ، إذا عرفت بأنني وضعت بيضي .
ومضيتُ أشق الماء سريعاً  نحو الأعماق ، والظلام يتكاثف من حولي شيئاً فشيئاً ، لابد أن السمكة الصغيرة تبحث عني الآن ، لقد استبدت بها مؤخراً فكرة ثابتة لا تتغير ، ليتني أستطيع أن أخلصها منها ، وإلا دفعت الثمن غالياً ، وقد يجعلني هذا أشعر بالذنب .  

    اللقاء
ــــــــــــــــ
لم تكد السلحفاة تصل إلى القاع ، حتى أقبلت السمكة الصغيرة عليها هاتفة : ها أنت هنا أخيراً .
وقالت السلحفاة معتذرة : لقد تأخرت عليك هذه المرة .
وتطلعت السمكة الصغيرة إليها ، وقالت : لا أدري لماذا شعرت ، أنني لن أراك ثانية .
ولاذت السلحفاة بالصمت ، وقد ترقرق الحزن في عينيها  فتابعت السمكة الصغيرة قائلة : أرجوك ، خذيني معك إلى الشاطىء .
وأرادت السلحفاة أن تحدّ من اندفاعها ، فقالت بصوت هادىء : عزيزتي ..
لكن السمكة الصغيرة استطردت مندفعة : أريد أن أرى الشمس .. والأشجار .. والطيور .. و ..
وقاطعتها السلحفاة : عزيزتي ، حياتك هنا ، بين شعاب القاع هذه ، وستموتين إذا اقتربت من الشاطىء .
وطأطأت السمكة الصغيرة رأسها ، وقالت متمتمة : الموت أن أبقى هنا ، حيث لا أرى غير الظلام .

    السلحفاة
ـــــــــــــــــــ
    منذ ساعات ، وأنا أبحث عبثاً عن السمكة الصغيرة ، بين شعاب القاع ، لابد أنها زعلانة مني ، لتزعل بعض الوقت ، لن أخدعها ، إنها سمكة أعماق ، وستموت فعلاً إذا .. آه .. أخشى أن تكون قد مضت نحو السطح ، لترى الشمس .. والأشجار .. و .. يا إلهي ، لعل الخطأ خطئي ، واندفعت أشق الماء نحو السطح ، لعلي ألحق بها ، قبل فوات الأوان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق