الخميس، 30 أغسطس 2018

"أرنوب وسلحوفة" قصة للأطفال بقلم : طلال حسن



أرنوب وسلحوفة
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن

   خرج أرنوب وسلحوفة يتجولان ، وتوغلا في الغابة ، مبتعدين عن بيتيهما ، وقبيل منتصف النهار ، ازدحمت السماء بالغيوم ، وهبت ريح شديدة ، فقالت سلحوفة : سيهطل المطر ، يا أرنوب ، فلنسرع إلى البيت .
وقفلا عائدين ، وتقدم أرنوب سلحوفة ، وصاح متذمراً : أسرعي ، يا سلحوفة ، أسرعي .
وحثت سلحوفة خطاها قائلة : لا أستطيع أن أسرع أكثر ، إنني سلحفاة .
وانطلق أرنوب بأقصى سرعته ، وهو يقول : سيتبلل فرائي بالمطر إذا تأخرتُ ، وداعاً .
وهطل المطر ، بعد قليل ، كالسيل ، فأسرعت سلحوفة ، ولاذت بإحدى الأشجار ، وحالما كفّ المطر عن الهطول ، وأطلت الشمس من بين الغيوم ، استأنفت سلحوفة سيرها مترنمة : شمس ومطر .. هذا هو .. الربيع  .
وعند حافة سيل ، تكون بفعل مياه المطر الغزيرة ، فوجئت سلحوفة بأرنوب ، يقف مرتجفاً ، والماء يقطر من فرائه ، فأسرعت إليه وقالت : أرنوب ! حسبت أنك وصلت البيت الآن .
فأطرق أرنوب رأسه ، وقال : لقد اعترضني هذا السيل ، وأنا ، كما تعرفين ، لا أجيد السباحة .
وهنا اقتربت سلحوفة منه ، وقالت : لا عليك ، اصعد فوق ظهري .
ورفع أرنوب عينيه مندهشاً ، فقالت سلحوفة : هيا اصعد ، فقد يهطل المطر ثانية .
وصعد ارنوب فوق ظهرها متردداً ، فانطلقت تسبح به عبر السيل ، وحين وصلت به الحافة المقابلة ، هتفت قائلة : انزل ، يا ارنوب ، وأسرع إلى البيت .
ونزل ارنوب ، وراح ينفض الماء عن فرائه قائلاً : لا ، يا سلحوفة ، سأسير معك .
فقالت سلحوفة مبتسمة : لكني بطيئة .
وابتسم ارنوب هو الآخر ، وقال : مهما يكن ، سأسير معك ، حتى النهاية .
وسارت سلحوفة ببطئها المعهود ، ومعها سار أرنوب مترنماً ، رغم أن السماء كانت تنذر بهطول المطر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق