الخميس، 30 أغسطس 2018

"دبدوب والسلحفاة" فصة للأطفال بقلم: طلال حسن



دبدوب والسلحفاة
طلال حسن
    أفاق دبدوب مع الفجر ، وكالعادة لم يكد يفتح عينيه، حتى صاح : ماما ، إنني جائع .
فتمتمت أمه بصوت ناعس : ارضع ..
ودس دبدوب رأسه بين أثداء أمه ، والتقم أحد أثدائها ، وقبل أن يرضع ، مرت فراشة ملونة ، فترك دبدوب الثدي ، وأسرع في أثر الفراشة .
وطارد دبدوب الفراشة ، متوغلاً في الغابة ، لكنها أفلتت منه ، وتوارت بين الأشجار ، وقفل دبدوب عائداً ، وبطنه تقرقر من الجوع ، وتمنى لو يندس بين أثداء أمه الدافئة ، ويرضع حتى يشبع .
وفي طريق العودة ، صادف السلحفاة ، على مقربة من الجدول ، فأشاح بوجهه عنها ، وحاول تجنبها ، لكنها توقفت ، وحيته قائلة : مرحباً ، يا دبدوب .
وتوقف دبدوب بعيداً عنها ، وقال : لا أريد مرحبة أم قاسية .
وكادت السلحفاة تضحك للهجته ، لكنها كتمت ضحكتها ، وقالت : هذا حكم قاس ، يا دبدوب .
وقال دبدوب محتداً : أخبرتني ماما ، أنك لا ترعين صغارك .
فردت السلحفاة : صغاري ليسوا حمقى لأرعاهم .
ولاذ دبدوب بالصمت ، وقد فغر فاه ، ثم تمتم : إن ماما ترعاني  .
وواصلت السلحفاة السير ، وقالت وهي تغالب ضحكتها : هذا شأنها ، رغم أنني أرى ، أنك لست بأحمق .
ولبث دبدوب في مكانه ، وتمتم قائلاً : نعم ، أنا لست بأحمق ، سأعتمد منذ الآن على نفسي ، إن صغار السلحفاة ليسوا بأفضل مني .
وعضه الجوع ، فنزل إلى الجدول ، بدل أن يذهب إلى أمه ، وحاول أن يصطاد سمكة ، لكن المياه جرفته ، وكاد يغرق ، لو لم يتشبث بغصن متدلي ، ويخرج إلى ضفة الجدول .
وطوال ساعات ، حاول دبدوب أن يجد ما يأكله ، وتراءت له أمه بأثدائها الممتلئة الدافئة ، لكنه أبعدها عن ذهنه قائلاً : لا ، لست بأحمق ، إنني ..
ومن بعيد سمع أمه تناديه : دبدوب .. دبدوب .
وانتفض قلبه فرحاً ، واغرورقت عيناه بالدموع ، وشعر بصوت أمه ، يحمل إليه الدفء .. والأمان .. و .. وعلى الفور ، أسرع نحوها يصيح : ماما .. ماما .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق