الخميس، 16 أغسطس 2018

"وصايا السمكة العجوز" قصة للأطفال بقلم : طلال حسن



وصايا السمكة العجوز
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن

    خرجت السمكة الصغيرة ، تتجول على عادتها وحيدة  في المياه العميقة  قرب القاع ، ومن بعيد ، لمحت السمكة العجوز ، تسبح متلفتة ، فتوقفت على الفور ، وهمت أن تسرع مبتعدة ، إذ كلما إلتقتها  انهالت عليها بوصايا ، وتحذيرات ، لا تنتهي ، ، حذار من الثعابين .. حذار من السلاحف .. حذار من شراك القاع .. حذار من السلاطعين .. حذار .. حذار .. حذار .
ولأن السمكة العجوز ، رأت السمكة الصغيرة ، فقد أقبلت عليها مسرعة ، وهي تصيح : حذار ، يا عزيزتي ، يقال أن في الجوار سلحفاة نهاشة .
ولاذت السمكة الصغيرة بالصمت  فتابعت السمكة العجوز قائلة : هذه السلحفاة ، يا عزيزتي ، ماكرة ، خطرة  قلما ينجو أحد من ..
وصمتت السمكة العجوز ، وقد التمعت عيناها ، ثم تمتمت فرحة : أنا محظوظة ، اليوم سأتناول أسمن ، وألذ ، دودة في هذا النهر .
ومضت السمكة العجوز تغوص بهدوء ، وحذر ، نحو القاع ، ورأت السمكة الصغيرة ، ما يشبه الدودة ، تظهر متلوية من وحل القلع ، وساورها الشك ، فالدودة ظلت تتلوى في مكانها ، رغم اقتراب السمكة العجوز منها ، واهتز القاع  فصاحت السمكة الصغيرة : حذار ، يا جدة ، هذه ليست دودة .
وفجأة هبت من وحل القاع سلحفاة ضخمة ، وقد فتحت فمها على سعته ، ونهشت السمكة العجوز ، وسرعان ما غيبتها في جوفها .
آه لن تنسى السمكة الصغيرة ، مهما عاشت ، وصية لم تسمعها من السمكة العجوز ، عن السلحفاة النهاشة ، ولسانها المخادع ، الشبيه بالدودة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق