الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

"أمنية سلحوفة" قصة للأطفال بقلم : طلال حسن



أمنية سلحوفة
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن


    سارت سلحوفة ، ببطئها المعهود ، حتى وصلت بشق الأنفس ، إلى ضفة البحيرة .
وتنفست الصعداء ، فها هي أخيراً تصل ماء الأمان ، فلو واجهت أي خطر في الطريق ، لما كان بإمكانها الهرب ، ولربما تعرضت للهلاك .
وحانت منها التفاتة ، فلمحت صقراً يحلق فوق الأشجار ، وتمنت لو كانت صقراً ، يحلق في أعالي السماء ، وينقض كالسهم على فرائسه الخائفة ، و .. لا .. لا .. الطيور والأرانب من فرائسه ، وهي من أصدقائي الطيبين .
وهمت سلحوفة أن تواصل سيرها ، حين ارتفع من بعيد زئير رهيب ، ارتجت له الغابة ، وتوقفت مبهورة ، آه إنه الأسد .
وتمنت لو كانت أسداً ، فالأسد ضخم وقوي وجميل ، يهابه الجميع ، ويحترمونه ، و .. لكن لا .. لا .. لا .. لا أريد أن أكون أسداً ، فالأسد يفتك بالغزلان والحمر  وغيرها من الكائنات الضعيفة المسالمة .
وتراءى لها الخرتيت ، والنمر ، والتمساح ، والأفعى ، و .. و .. و .. وهزت رأسها ، لا .. لا .. لا .. كلها حيوانات معتدية مكروهة .
وانحدرت صوب البحيرة ، وراحت تغوص نحو الأعماق ، في رضا واطمئنان ، إنها مهما كان ، لا تريد أن تكون إلا سلحفاة ، نعم سلحفاة فقط .   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق