السبت، 11 أغسطس 2018

"عشبة الأعماق " قصة للأطفال بقلم: بقلم : طلال حسن



عشبة الأعماق
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن


   خرجت السلحفاة من البحر ، وسارت متهادية على الشاطىء ، وحين وصلت بقعة جافة ، لا تصلها مياه المد ّ ، توقفت متلفتة ، ثم حفرت حفرة صغيرة في الرمال ، وراحت تضع فيها بيضها .
وحالما انتهت من وضع البيض ، أخذت تردم الحفرة ، وهنا حطّ نورس ضخم على مقربة منها ، وقال : من المؤسف أن جهدك قد يذهب عبثاً ، إلا إذا ..
فتطلعت السلحفاة إليه ، وقالت : أرجوك ، إنني سلحفاة عجوز ، تجاوز عمري المائة سنة ، ولعل هذا آخر بيض أضعه ، فدعه سالماً .
ومال النورس عليها ، وقال : دعيني إذن أعش قدر ما عشتِ .
وقالت السلحفاة : ليت الأمر بيدي .
فردّ النورس قائلاً : إنه بيدك وحدكِ ، جيئيني من أعماق البحر بالعشبة التي جعلتكِ تعمرين .
وقالت السلحفاة : لا تصدق هذا ، إنها خرافة .
وصاح النورس : جيئيني بها ، وإلا لن يكون لكِ صغار .
ولاذت السلحفاة بالصمت لحظة ، ثم قالت : حسن ، سآتيك بالعشبة .
وسوت السلحفاة الرمال ، حتى اختفت الحفرة تماما ، ثم سارت متهادية نحو البحر ، فصاح بها النورس : إنني أنتظرك هنا ، لا تتأخري وإلا ..
ومرت الأيام ، والنورس ينتظر أن تأتيه السلحفاة بالعشبة ، وجن جنونه ، وراح يبحث عن الحفرة ، ليستخرج بيض السلحفاة ويكسرها ، لكن جهوده ذهبت أدراج الريح .
وذات يوم ، لمح فوق الشاطىء ، صفاً من السلاحف الصغيرة ، تخرج من تحت الرمال ، فانقض عليها غاضباً ، وما إن شعرت السلاحف الصغيرة بالخطر ، حتى راحت تتسابق نحو البحر ، وتلوذ بالأعماق هرباً من النورس .
ومن يدري ، لعل عشبة الأعماق خرافة فعلاً ، لكن النوارس مازالت تؤمن بوجودها ، وتلاحق السلاحف الصغيرة ، وتلتهمها ، ولا ينجو منها إلا من يلوذ بأعماق البحر .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق