الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

"أنتِ سلحفاة " قصة للأطفال بقلم : طلال حسن



أنتِ سلحفاة
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن


    " 1 "
ـــــــــــــــــــ
    أفاقت السلحفاة البستانية ، عند الفجر ، كأن أحداً أيقظها في الموعد المحدد ، لتبدأ رحلتها الطويلة إلى البحر ، فسارت بهمة مبتعدة عن البستان ، وعيناها تتطلعان إلى البعيد .
ومرت بأرنوب ، وكان يقضم جزرة ، فحياها : صباح الخير .
ثم تساءل : إلى أين ؟
وردت السلحفاة البستانية ، دون أن تتوقف : إلى البحر .
وتوقف أرنوب عن قضم جزرته ، ثم هزّ كتفيه ، وقضم قضمة كبيرة ، وغمغم : يا للجنون .

    " 2 "
ــــــــــــــــــ
واصلت السلحفاة البستانية طريقها ، لقد قالت لها العمة دبة ، إن السلاحف البحرية ، وبعضها ضخم ، ضخم جداً ، تخرج من البحر ، في مثل هذا الوقت ، وتضع بيضها في حفر ، تحفرها في رمال الشاطىء .
ولمحت السلحفاة البستانية دبدوب ، يدب مقبلاً ، وهو يترنم ، ويبدو أنه لم يرها ، وأوشك أن يسحقها ، فتوقفت مذعورة ، وصاحت : دبدوب ، انتبه .
وانتبه دبدوب ، وتوقف في اللحظة الأخيرة ، ثم انحنى يحدق فيها ، وقال : لو لم تصيحي لرحلتِ على الفور ، إلى العالم الآخر .
ثم اعتدل قليلاً ، وأضاف قائلاً : ما أصغركم ، أنتم السلاحف .
وردت السلحفاة البستانية معترضة : لسنا جميعاً صغيرات الحجم ، إن بيننا سلاحف كبيرة ، كبيرة جداً ، ففي جزيرة ..
وقاطعها دبدوب ، وهو يمضي مبتعداً : هذا ما تشيعه العمة دبة ، أنتم صغار ، وستبقون صغاراً ، رغم عمركم الطويل .

    " 3 "
ــــــــــــــــــ
واصلت السلحفاة البستانية طريقها ، سائرة بهمة يوماً بعد يوم ، حتى وصلت البحر ، وانهارت متعبة على الشاطىء .
وذات يوم ، عند الفجر ، انشق ماء البحر ، وظهرت من بين الأمواج ، سلحفاة ضخمة ، ضخمة جداً ، وخرجت إلى الشاطىء ، سائرة بخطواتها البطيئة العملاقة ، وحفرت في الرمال حفرة كبيرة ، ووضعت فيها بيضها ، ثم قفلت عائدة إلى البحر .
وأسرعت السلحفاة البستانية إليها ، وخاطبتها قائلة : مهلاً ، مهلاً ، أنا أعرفك ، أنت سلحفاة من جزيرة غالاباغوس .
وتوقفت السلحفاة الضخمة مبتسمة ، وقالت : لا يا عزيزتي ، إنني أضخم من سلحفاة جزيرة غالاباغوس بكثير ، أنا من سلاحف البحار الدافئة .
وتطلعت السلحفاة البستانية إليها ، وقالت بنبرة حزن : أنتِ ترين ـ إنني سلحفاة صغيرة .
وربتت السلحفاة الضخمة عليها برفق ، وقالت : دعكِ من هذا ، أنتِ سلحفاة ، يا عزيزتي ، نعم ، أنتِ سلحفاة بستانية .

السلاحف  : السلاحف نوعان برية وبحرية ، البرية تأكل النباتات الخضراء والبزاق العريان والحشرات ، أما البحرية فتأكل اللحوم ، والسلاحف بعضها صغير ، والبعض الآخر كبير كسلاحف جزيرة غالاباغوس ، التي تزن " 275 " كيلوغراماً ، ولا تفوقها في الحجم سوى سلاحف البحار الدافئة ، التي تزن الواحدة منها أكثر من طن .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق