الأربعاء، 25 يوليو 2018

"الأسماك العمياء" قصة للأطفال بقلم : طلال حسن



الأسماك العمياء
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن

    كمن الثعلب لأرنوب ، وكاد يوقع به ، ويمسكه ، لو لم ينتبه في اللحظة الأخيرة ، ويلوذ بالفرار .
وقد أثار هذا غيظ الثعلب ، فانطلق كالسهم في أثره ، وإذا به يرتطم بسلحفاة ضخمة ، فرمقها بنظرة مرتابة ، وقال : عفواً ، إنني أطارد الكذاب أرنوب .
فردت السلحفاة قائلة : هذا شأنك .
وحدق الثعلب فيها ، وقال : الكذاب لا يستحق أن يحبه أحد أو يحميه .
وبنفس اللهجة ردت السلحفاة : أنت محق .
وازداد ارتياب الثعلب بالسلحفاة ، فمال إليها ، وقال : تصوري إن اللعين يقول ، إن عمركِ أكثر من " 150 " سنة .
فقالت السلحفاة : ما يقوله صحيح .
وتابع الثعلب ، وكأنه لم يسمع ما قالته السلحفاة : ويقول إنك تغوصين حتى قاع البحر ، وتظلين هناك .. مدة طويلة . 
وقالت السلحفاة : وهذا ليس كذباً .
وصاح الثعلب ، وهو يكاد ينفجر غيظاً : ويقول إنكِ تدعين أن هناك ، في الأعماق ، أسماكاً عمياء .
وهنا أمسكت السلحفاة بيده ، وقالت : وهذا ليس بادعاء ، تعال معي إلى الأعماق ، وسأريك الأسماك العمياء .
وشهق الثعلب مرتعباً ، وسحب يده بقوة ، وأطلق سيقانه للريح ، فضحكت السلحفاة ، ومع ضحكتها ، انطلقت ضحكة أرنوب ، الذي كان مختفياً وراءها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق