الأحد، 15 يوليو 2018

"السلحفاة وأنثى الوقواق " قصة للأطفال بقلم : طلال حسن



السلحفاة وأنثى الوقواق
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن

    في ظل شجرة قرب الشاطىء ، تمددتُ مسترخية ، وأرينباتي يغطون حولي في نوم عميق ، بعد أن رضعوا حتى الشبع .
وكدت أغفو أنا الأخرى ، حين رأيت السلحفاة تخطو متعبة على الشاطىء ، آه لابد أنها انتهت أخيراً من  وضع بيضها ، وها هي تمضي عائدة إلى البحر ، لتنعم بالدفء والراحة .
ومن بين الأشجار ، أقبلت أنثى الوقواق مسرعة ، وراحت تحوم حول السلحفاة ، وهي تصيح : أيتها السلحفاة ، أنت أسوأ أم في الغابة .
وتوقفت السلحفاة مذهولة ، دون أن تتفوه بكلمة ، فتابعت أنثى الوقواق قائلة : الأم الطيبة ، لا تضع بيضها في حفرة داخل الرمال ، وتتركها لمشيئة القدر .
وبدل أن تستاء السلحفاة ، أو تغضب ، ابتسمت وراحت ابتسامتها تتسع ، حتى انفجرت بالضحك ، فصاحت أنثى الوقواق منفعلة : يا إلهي ، وتضحكين أيضاً ؟
وغالبت السلحفاة ضحكتها ، وقالت قبل أن تغوص في مياه البحر : إنها مفارقة حقاً ، أن يأتي مثل هذا الكلام ، من  مثلك .
وتململت صغرى ارينباتي ، وصاحت في نومها : ماما . ماما . .
والتفتت أنثى الوقواق ، وحدجتني بنظرة حانقة ، ثم استدارت ، وانطلقت عائدة من حيث أتت ، وأخذت صغيرتي بين يديّ ، وضممتها إلى صدري ، وهي تهمهم في نومها ، وسرعان ما استغرقت أنا الأخرى ، في نوم عميق .
  
أنثى الوقواق  : تضع بيضها في أعشاش الطيور الأخرى ، ولا تعنى
                        بصغارها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق