الجمعة، 8 يونيو 2018

"أرنوب والسلحفاة" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن



أرنوب والسلحفاة
بقلم: طلال حسن

    " 1 "
ـــــــــــــــــ
    سمع أرنوب ، أكثر من مرة ، حكاية " الأرنب والسلحفاة " ، بل إن أرنباً عجوزاً ، قال له مراراً : إن هذه الحكاية حقيقية ، وقد وقعت لأبيك أنت بالذات .
لم يصدق أرنوب الحكاية ، فقد حدثته جدته عن أبيه كثيراً ، وقات إنه أسرع أرنب عرفته الغابة ، لكن الحكاية ، مع ذلك ، أثرت في أرنوب ، وجعلته يتحسس من السلحفاة ، ولا يرتاح إليها .

    "2 "
ــــــــــــــ
    ذات يوم ، رأى أرنوب السلحفاة ، تجرّ كالعادة أقدامها ببطء ، وحين اقترب منها ، رمقته بنظرة متعبة ، وقالت : أرنوب ؟ مرحباً يا بنيّ .
لاذ أرنوب بالصمت ، فتنهدت السلحفاة ، وقالت : آه ما أسرع مرور الأيام ، كأني لقيت أباك البارحة .
انتفض أرنوب ، وقال : أعرف ما تعنين ، أنتِ لم تسبقي أبي .
توقفت السلحفاة لحظة ، ثم تابعت سيرها ، دون أن ترد ، لكن أرنوب أسرع في أثرها ، وصاح : كان أبي أسرع أرنب في الغابة ، ولن أسمح لسلحفاة مثلك ، أن تقول إنها سبقته مرة .
لم تلتفت السلحفاة إلى أرنوب ، فانتفض أرنوب بغضب ، وقطع عليها الطريق ، وقال : أيتها السلحفاة ، قولي إنك كاذبة ، وإنك لم تسبقي أبي ، تكلمي وإلا ..
وصمت أرنوب ، وقد اتسعت عيناه ، وسرعان ما وثب خلف السلحفاة ، وهو يتمتم مرتعباً : الثعلب .
هتفت السلحفاة : اهرب .
ردّ أرنوب : لا .. لأ أأأ أستطيع .
قالت السلحفاة : اختبىء ورائي إذن .

    " 3 "
ــــــــــــــــــ
    أقبل الثعلب العجوز ، وهو يتشمم ما حوله ، ثم اقترب من السلحفاة ، وقال : أشم رائحة أرنب .
ردت السلحفاة : أنت واهم .
قال الثعلب العجوز : إن حاسة شمي لا تخطىء ، إنه أرنب صغير .
قالت السلحفاة : يبدو أنك شخت ، إنها رائحة الكلب ، لقد سألني عنك منذ قليل .
تراجع الثعلب العجوز ، وقال : الكلب !
وسرعان ما استدار ، ولاذ بالفرار ، وهو يقول : يا لله ، إن رائحته تشبه رائحة الأرنب .
خرج أرنوب من وراء السلحفاة ، وأقدامه لا تكاد تحمله ، فقالت السلحفاة : لا تخف ، يا بنيّ ، لا تخف ، لقد مضى الثعلب .
نظر أرنوب إلى السلحفاة ، وقال : أيتها الجدة ، أرجوك ، سامحيني . 
ابتسمت السلحفاة ، وقالت : لا عليك ، وانسَ حكايتي مع أبيك ، ربما لم يكن أبوك أسرع أرنب في الغابة ، لكنه كان صديقاً طيباً ، لن أنساه ما حييت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق