الخميس، 28 يونيو 2018

"أنا أرنوب" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن



أنا أرنوب
قصة للأطفال
بقلم: طلال حسن

   خرجت سلحوفة من البحر ، وسارت تتلفت بحذر على الشاطىء ، وسرعان ما توقفت متحجرة ، فقد سمعت أحدهم يهتف بها : سلحوفة .
واستدارت سلحوفة لتهرب ، وتلوذ بالبحر ، عندما برز أرنوب من وراء إحدى الأشجار ، وقال ، تمهلي ، أنا أرنوب .
وتوقفت سلحوفة ، وقالت : لقد أخفتني .
واقترب أرنوب منها ، وهو يتلفت بحذر ، وقال : عفواً ، يا صديقتي ، فلا أحد يعرف مثلي معنى الخوف ، فأنا أعيش في خوف دائم .
وتنهدت سلحوفة متمتمة : آه .
وبصوت شاكٍ تابع أرنوب قائلاً : إنني مطارد دائماً من الصقر والقاقم والثعلب والذئب والدب و ..
وسكت لحظة ، وقد دمعت عيناه ، ثم قال : ليتك تأخذينني معك لنعيش معاً في أمان ، في أعماق البحر .
فردت سلحوفة قائلة : هذا محال ، يا أرنوب ، فأنت لا يمكن أن تعيش إلا على اليابسة .
وأطرق أرنوب رأسه حزيناً ، فأردفت سلحوفة قائلة : ثم إن البحر لا يقل خطورة عن الغابة ، فهو مليء أيضاً بالوحوش القتلة ، مثل الأفاعي والقروش والحيتان القاتلة و ..
وهنا مرت مجموعة من الأرانب الفتية ، تتراكض لاهية ، متضاحكة ، بين الأعشاب ، وأشرق وجه سلحوفة ، وقالت : أنظر ، يا أرنوب ، ها هم رفاقك ، رغم كلّ شيء ، يلهون ويضحكون ويعيشون .
وابتسمت سلحوفة ، عندما لمحت أرنوب يتابع أرنوبة بلهفة ، وكانت تحجل وراء الأرانب ، فمدت يدها ، ولكزته مداعبة ، وقالت : ما أجمل أرنوبة ،هيا ، الحق بها ، وعش حياتك ، فاليوم الذي يمضي لا يعود .
وسكتت سلحوفة ضاحكة ، فقبل أن تنتهي من كلامها ، انطلق أرنوب بأقصى سرعته في أثر أرنوبة ، وهو يهتف : أرنوبة ، انتظريني ، .. أنا أرنوب .  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق