ببغاءة الحلم
مسرحية للأطفال
بقلم : طلال حسن
الببغاء راقد في
فراشه ، يئن ويتوجع
الببغاء :
آه سأموت ، العمة دبة المسكينة ، ذهبت إلى أعلى الجبل ، لتأتيني بذلك النبات ، لن
يفيدني أي دواء ، آه .
يُدفع الباب ، وتدخل
العمة حاملة سلتها
العمة :
ببغاء .
الببغاء :
آه سأموت .
العمة :
لا تقل هذا ، مازلت شاباً ، ستشفى ، وتتزوج ، وتهجرني إلى اوستراليا .
الببغاء :
بل سأموت هنا ..
العمة :
" تريه ما في السلة " الدواء .
الببغاء :
لا فائدة .
العمة :
سأضعه في الماء ، وستشرب منقوعه ، وتشفى في الحال .
الببغاء :
آه إنني أموت .
العمة :
" تنقع العشب " جدتي كانت على فراش الموت ، وما أن شربت جرعة منه ، حتى
هبت معافاة من فراشها .
الببغاء :
جدتك لم تكن ببغاء .
العمة :
كانت تحتضر .
الببغاء :
أيتها العمة ..
العمة :
كن متفائلاً .
الببغاء :
إذا متّ ، ادفنيني قرب الشجرة ، أمام باب الدار .
العمة :
ببغاء ..
الببغاء :
لا أريد أن أبتعد عنكِ .
العمة :
لن أدعكَ تبتعد عني ، إلا إذا أردت أن تذهب إلى اوستراليا .
الببغاء :
اوستراليا !
العمة :
وطن الببغاوات الجميلات .
الببغاء :
آه .. اسمعيني ..
العمة :
ليتك تؤجل كلامك الآن ، أنت متعب .
الببغاء :
لقد حدثتني عن كائنات حية كثيرة ، لكنكِ لم تحدثيني عن الببغاوات .
العمة :
أنت محق " تقدم له الشراب " اشرب جرعة من هذا المنقوع أولاً ، وسأحدثك
عما تريد .
الببغاء :
" يعتدل ويشرب جرعة " آه مرّ .
العمة :
الدواء كلما كان مراً عجل بالشفاء .
الببغاء :
" يرقد " آه ، والآن حدثيني .
العمة :
أغمض عينيك .
الببغاء :
" يغمض عينيه " ....
العمة :
تريدني أن أتحث عن الإناث طبعاً .
الببغاء :
أيتها العمة .
العمة :
مهما يكن ، فهن أقلّ جمالاً من الذكور
الببغاء :
" يئن " تحدثي .
العمة :
الببغاوات لا توجد في كلّ مكان من العالم ، بل في أماكن محددة من العالم ، منها
قارة أفريقيا ، وببغاوات هذه القارة ليست أنيقة ، لكنها محبوبة ، لأنها تقلد كلّ
الأصوات ، حتى الكلمات والجمل .
الببغاء :
" بصوت ناعس " آه .
العمة :
" تحدق فيه " ومعظم الببغاوات توجد في قارة اوستراليا ، ومعظمها ،
ولاسيما الذكور ، غاية في الجمال ، مثل ببغاء الككتوة البيضاء ، وهناك ككتوة سوداء
كبيرة ، وببغاوات مرقطة .
الببغاء :
" بصوت ناعس " آآآه .
العمة :
والكثرة الغالبة من الببغاوات تأكل الجوز والبذور والثمار ، وبعضها تأكل الحشرات ،
لكن هناك ببغاء شرس هو ببغاء الكاي ، يقتل الأغنام ، ويأكل الشحم الموجود حول
الكليتين .
الببغاء :
" بصوت ناعس " آه .
العمة :
والآن سأحدثك عن أجمل أنثى من إناث الببغاوات .
الببغاء :
" يئن ويتململ " آه .
العمة :
نعم ، إنها من اوستراليا .
الببغاء :
" بصوت ناعس " اوستراليا ..
العمة :
ستأتي الآن .. تعالي .
الببغاءة :
" تطل من الباب " ....
العمة :
" تشير لها أن تقترب " ....
الببغاءة :
" تقترب من الببغاء " ....
العمة :
تخيل أنها تجلس إلى جانبك ، على غصن شجرة تطل عل النهر ، والقمر يسطع بدراً في السماء ، والآن أصغ ِ .
الببغاءة :
" بصوت منغم " عزيزي ..
الببغاء :
" يتململ " ....
العمة :
" تغالب ضحكتها " ....
الببغاءة :
عزيزي الببغاء ..
الببغاء :
أنتِ تعرفينني !
الببغاءة :
نعم ، رأيتك في الحلم ، فجئتُ إليك من اوستراليا .
الببغاء :
أهلاً بكِ .
الببغاءة :
نحن نقف على غصن الشجرة .
الببغاء :
والقمر يطلّ بدراً علينا " يتأملها " أنت فتية .
الببغاءة :
لنبقَ هنا دائماً .
العمة "
تهمس لها " إنه يفيق ، اذهبي .
الببغاءة :
" تسرع إلى الخارج " ....
الببغاء :
" يفيق " عزيزتي " يتلفت " عزيزتي .
العمة :
آه ها أنت تفيق .
الببغاء :
أين الببغاءة ؟
العمة :
أية ببغاءة ؟
الببغاء :
كانت هنا ، تتحدثُ إليّ عن شجرة ، وقمر بدر ، و ..
العمة :
يبدو أنكَ كنت تحلم .
الببغاء :
وقالت لي ، تعال معي إلى اوستراليا .
العمة :
آه هذا الدواء أفادك ، لقد شفيت .
الببغاء :
" يلوذ بالصمت " ....
العمة :
لكن من شفاك بحق هي ببغاءة استراليا.
الببغاء :
ببغاءة .. !
العمة :
ببغاءة الحلم .
الببغاء :
" يتنهد " حلم .
العمة :
وقد يكون الحلم حقيقة .
الببغاء :
أيتها العمة .
العمة :
" تهتف " أيتها الحلم ، تعالي .
تدخل الببغاءة ، الببغاء
يعتدل ، ويتقدم منها
الببغاء :
عزيزتي ..
الببغاءة :
عزيزي ..
الببغاء :
أريد غصناً يطل على النهر ، وفوقنا قمر بدر .
الببغاءة :
" تمسكه " تعال معي إلى اوستراليا .
الببغاء :
هيا إلى الحلم .
الببغاء والببغاءة : " يخرجان "
....
العمة :
منقوع العشب " تتأمل الإناء " هذا العشب ليس عشباً نادراً ، أو سحرياً
" للجمهور " السحر ليس هنا ، وأنتم تعرفون أين كان السحر .
إعتام تدريجي ، العمة دبة
تضع الإناء على
المنضدة
إظلام
جميل
ردحذف