السبت، 3 مارس 2018

"ملجأ التبير" قصة للأطفال بقلم : طلال حسن



ملجأ التبير


بقلم : طلال حسن
سار التبير الصغير وراء أمه ، وهو يرمقها بنظرة خاطفة ، بين حين وآخر ، وآلمه أن يراها تتباطأ أحياناً، متشممة بتوجس ما حولها ، ثم تلتفت إلى الوراء ، وكأنها تريد أن تطمئن إلى أن النهر ، بمياهه العميقة ، ليس بعيداً عنها .
ومرت بشجرة موز ، فقطفت موزة كبيرة ، وقدمتها إلى صغيرها ، وقالت : أنت مثلي تحب الموز ، خذ هذه الموزة ، وكلها .
ورغم ما كان يعتمل في أعماقه ، تناول الموزة ، والتهمها متلذذاً ، ونظرت أمه إليه ، وقد أشرق وجهها بالفرح ، لكنها فوجئت به يتطلع إليها ، ويسألها : ماما ، لماذا نحن جبناء ؟
وعلى الفور ، غرب فرحها ، وحدقت فيه ، ثم قالت : إنه الببغاء .
ورد التبير الصغير قائلاً : الببغاء وغير الببغاء .
وتلفتت أمه حولها مبتسمة ، وهي تقول : ألا يخاف هو نفسه من الصقر ؟ وكذلك من الأفعى ؟ نحن ضعاف أمام النمر والأفعى العاصرة ، ولهذا علينا أن نحذرها ، ونهرب منها ، ونلجأ إلى أعماق النهر وإلا ..
وهنا ارتفعت ضجة ، وأصوات صاخبة مختلطة ، فقالت الأم : يا ويلي ، لعلها أفعى الأبوا العاصرة ، تهاجم النمر.
وقبل أن تتحرك أمه من مكانها ، انطلق التبير الصغير ، محطماً ما يعترضه من شجيرات وأغصان ، ولم يهدأ حتى لاذ بأعماق النهر .

التبير : حيوان أسود ، لا ذيل له تقريباً ، يأكل النباتات
          وخاصة الموز ، وهو ضعيف البصر هيّاب ،
          من أعدائه النمر وأفعى البوا ، وحين يشعر
         بالخطر ، يلجأ إلى مجرى ماء ، ويغطس فيه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق