الخميس، 15 مارس 2018

قراءة في قصة لبلب وعنتر للكاتب سليم نفاع بقلم: سهيل إبراهيم عيساوي



قراءة  في  قصة  لبلب وعنتر للكاتب  سليم  نفاع
بقلم:  سهيل  إبراهيم  عيساوي

قصة   لبلب وعنتر ، تأليف  الكاتب  سليم  نفاع ، رسومات الفنانة منار  نعيرات ، اصدار  أ . دار  الهدى ، ع ز حالقة ـ 2018 ، تقع  القصة في  32  صفحة من  الحجم  الكبير  ، خرجت  الى النور  بحلة  قشيبة .
القصة  :  تتحدث  القصة عن  الفأر  لبلب  والقط  عنتر ، يعيشان في  دار فلاح  مجتهد  ونشيط ، وأرضه  غنية  بالخيرات الوافرة  ، من محاصيل زراعية ، وفواكه  وثمار  لذيذة  ، وحليب طازج ، الفأر  لبلب  يتجول  بحرية  في  دار  الفلاح  يبحث عن  غذاء  يسد  به  رمقه  ، يعبث  بالمحتويات يوقعالأضرار  الفادحة للفلاح  ، يسببصداع  دائم ،  الفلاح النشيط ، انهكه التعب في عناية  محاصيله الزراعية ،وقطه المدل  عنتر  سمين ، يأتيه الطعام  دون  جهد  ، يحاول  دوما  اصطياد  الفأر  لبلب ، لكن  هيهات ، فهو  سريع  وحريص  وذكي ،ويعرف  كيف  ينجو  بسهولةمن براثنه وانيابه ، يسب  الاذى  والاحراج للقط ،  يفسد  المحاصيل ، يمزق  الملابس ، يسخر من تعثر واخفاق  عنتر في  صيده ، يعود  عنتر الى  صاحبه  خاوي  الوفاض ، صفر اليدين ، يشكو  همه  لصاحبه  الفلاح ، والفلاح  بدوره  يمده  بالطعام الدسم ، يشجعه  ، يلاطفه  ويداعبه  ولا  يعتب  عليه ، وبلغ  الغضب  أوجه  لدى  عنتر ، عندما  سكب  الفأر  الحليب  لزوجة  الفلاح . عندها  دار  حوار  طويل  بين  الفأر  والقط :
عنتر "  أنت  يا لبلب  تفسد محاصيل الفلاح  وتثقب  الملابس  الثمينة "
لبلب " أنالا  أقصد تمزيق  الملابس ، ولا  افساد  المحاصيل ، بل  اريد  لقمة صغيرة  اقتات  عليها "لبلب " أنا  لا  اقصد تمزيق  الملابس ، ولا  افساد المحاصيل ، بل  أريد  لقمة صغيرة  اقتات  عليها "
في  النهاية  ،  اتضح  ان  كلاهما  ينشدا  السلام  والمحبة ،  ويفكران  بالسلام  العادل  والدائم  بين  جميع  الفئران  والقطط .
واتفق  بين  الطرفين على  أن يترك  القطط  الطعام  للفار  ، ليأكل ايضا  بحرية ، بالمقابل ، لا  يفسد  المحاصيل  ولا يمزق  الملابس ،  فرح  الفلاح وزوجته  بهذا  الحل  المبتكر ، ايقنا أن  لكل  مشكلة  أكثر  من  حل .


رسالة  الكاتب :
-  العنف  يولد  العنف
-  دعوة للتسامح
-  لكل  مشكلة  أكثر من  حل  والانسان  قادر  على  الابداعوالابتكار
- يمكن  التعايش  حتى  بين  الاعداء التقليديين  الذين  توارثوا  العداء جيلا  بعد  جيل
-  من  جد وجد  ومن  زرع حصد ، الفلاح  النشيط  غلاله  وفيرة  لأنه  مجتهد يحب  عمله ويحرص  عليه
-  زوجة الفلاح  تعاونه  بإخلاص
-  الحوار  بين  الاطراف  المتنازعة  كفيل بإيجاد  حل  مقبول  على  جميع  الاطراف .
-  الرفق  بالحيوان  ، كان  الفلاح  يدلل  القط  يطعمه  أجود  الطعام  وينام  على سجادة  وثيرة ،  فيعامله  معاملة  حسنة ، ولا  يعاقبه  اذا  اخفق  في  مهمته  بل  على  العكس يشجعه .
-    الصراعات  السياسية  والاقليمية والعرقية والدينية ، التي  تملا الكون وتقلق الجميع ،  ايضا  ممكن  ان  نجد  له  الحل  بالحوار بالتنازل جميع  الاطراف ،  يمكن  العيش  بسلام  في  ظل  احلك  الظروف ، من خلال  الغاء الأفكار  المسبقة والتنازل من  قبل جميع  الأطراف  في  سبيل  مستقبل  افضل .
-  تقبل  الاخر ، في  النهاية  وجد الجميع  ضالته  ووجد  مكانه  الطبيعي  في  الكون، ربح  الجميع  عندما وضعوا  خلافاتهم جانبا ،  يجب  عدم  الغاء  الاخر  بل العكس تقبله  ، الاخر ليس  عدوي  بل  مكمل  لي، وفي  الكون  متسع للجميع  .
-السلام اقصر  الحلول  واجملها  وكل  ينشد  السلام  لكنه  يفتقد  لغة  لحوار لكنه  يحاول  الغاء  الاخر وهذا  مستحيل .
- ممكن  للقصة  ان  تجسد  الصراع  العربي الإسرائيلي ، من  خلال  الرمز والايحاء .

     خلاصة :   قصة  لبلب  وعنتر ،  للكاتب  المبدع  سليم  نفاع ، قصة  جميلة  تحمل  في  طياتها ، رسائل  تربوية  وانسانية عديدة ، لغتها  سلسلة  ومناسبة للأطفال، ان  كانت  معظم  احداثها  تدور على  لسان  الحيوان ، لكن ابعادها ،  تحاور الانسان الذي  ينغلق على  مشاكله ،يوصد ابواب  الحوار ويصم اذنيه  عن  أي حل  قد  يلوح  في  الأفق ، دون  ان  يمنح  الحل فرصة الحياة  ، وقد  نجح المؤلف   في  عرض  المشكلة والحل  عبر  تسلسل  سلس  للأحداث ،  وتوظيف  جيد   للغة ،  واختيار  الاسماء  كان موفقا ،   كانت  بداية القصة قوية ومتينة  وكذلك الخاتمة كانت سعيدة  ومبتكرة  ومقنعة  ، القصة حملت  في طياتها الفكرة والخيال  والترابط  والمتعة للقارئ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق