الأربعاء، 28 فبراير 2018

"عبوة ناسفة" قصة للأطفال بقلم : طلال حسن



عبوة ناسفة

بقلم : طلال حسن


    انتفضتُ من نومي صارخاً ، على دويّ انفجار ، هزّ العالم كله من حولي ، وتطلعت أم حازم إليّ، وقالت تطمئنني : لا عليك ، إنه كابوس ، انهضْ .
ونهضتُ متلفتاً حولي ، العالم كما هو ، لم يتغير فيه شيء ، حقاً إنه كابوس ، ونظرتُ إلى  أم حازم ، وتساءلتُ : عوعوعو ؟
 وأدركت أم حازم ما أريده ، فردت قائلة : ذهب حازم إلى المخبز .
وأسرعتُ نحو باب البيت ، وأنا أنبح ، ففتحت أم حازم لي الباب ، وقالت : اذهب إليه ، إذا أردت .
ورغم خوفي من بعض الصبيان الأشرار ، انطلقت نحو الساحة ، حيث يقع المخبز .
ولاحت الساحة ، تغص بالناس والسيارات وعربات الباعة و .. وفجأة انتفضتُ على دويّ انفجار ، هزّ العالم ، وجمدتُ مذهولاً في مكاني ، يا للهول ، أهذا كابوس أيضا ؟
وأفقتُ من ذهولي على الناس ، يفرون مولولين من الساحة ، والرعب والدماء تغطي وجوههم ، وجنّ جنوني ، يا ويلي ، أين حازم ؟
وأسرعتُ إلى مكان المخبز ، وتوقفتُ مصعوقاً ، لا شيء غير مبان مدمرة ، وسيارات وعربات تلتهمها النيران ، وعشرات الأشخاص يرقدون على الأرض ، بدون حراك .
ورحتُ أركض ، وأنا أنادي حازم : عوعوعو .
وعلى غير العادة ، لم يردّ حازم عليّ ، وتوقفتُ متلفتاً ، لابد أن حازم قد عاد إلى البيت ، بعد أن أخذ الخبز من الخباز ، وإلا فأين هو ؟
وجحظت عيناي ، حين لمحته على الأرض ، وأرغفة الخبز حوله ، وقد تعفرت بالدم ، فأسرعتُ إليه ، وناديته بأعلى صوتي : عوعوعو .
لم يرد حازم عليّ ، بل ولم يتحرك ، حازم ، أمك تنتظرك ، وتريد أن تأتيها بالخبز ، فسيأتي أبوك ، بعد قليل من المعمل ، ولابد أنه سيكون جائعاً ، هيا انهض ، هيا ، هيا يا حازم .
ومرة أخرى لم يردّ حازم ، بل ولم يتحرك أيضاً ، وملتُ عليه ، وأخذتُ ألحس وجهه بلساني الدافيء ، كما أفعل دائماً ، كلما أردتُ أن أوقظه ، لكنه هذه المرة لم يستيقظ ، ورفعتُ رأسي ، ورحتُ أناديه ، وسأظل أناديه حتى يستيقظ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق