السبت، 24 فبراير 2018

"ملكة الزنابير " قصة للأطفال بقلم: طلال حسن



ملكة الزنابير

بقلم: طلال حسن
      " 1 "
ــــــــــــــــــــــــ
   أوشكت دورة الحياة أن تتم ، ولم يبقَ من الزنابير إلا الملكة ، فقد انتهى الذكور ، وكذلك جميع العاملات .
وهاهو الخريف يرحل ، ويحلّ الشتاء ، ومعه يحلّ البرد والأمطار والثلوج ، وزحفت الملك إلى مخبأ دافىء ، تنتظر فيه رحيل الشتاء ، ومجيء الربيع .
وأغمضت عينيها ، علها ترتاح ، والريح في الخارج تعول كقطيع من الذئاب الجائعة ، وتراءت لها احتفالية تزاوج الملكات الشابات ، وكانت هي واحدة منهن ، آه انتهت الأيام البهيجة تلك ، وزحف الصمت على العش ، بعد أن هجره الجميع ، بمن فيهم الملكة الأم نفسها ، وغدا مع الأيام ، خراباً موحشاً تصفر فيه الريح .
     " 2 "
ــــــــــــــــــــ
   رحل الشتاء ، وحلّ الربيع ، ومن جديد ، راحت الغابة تضج بالحياة ، وخرجت الملكة من مخبئها ، وبدأت على الفور ، في بناء العش ، وبفكوكها القوية ، راحت تقرض قطعاً من الخشب ، لتصنع منها عجينة الورق ، وتبني منه عشها ذا الحجرات السداسية .
ووضعت بيضها في الحجرات الأولى ، وخرجت منه زنابير عاملات ، تساعد الملكة ، وتضيف للعش حجرات جديدة ، وتعنى باليرقات الصغيرة ، وتغذيها حتى تكبر .
وبعد أن استنفدت العاملات لعابها ، في صنع الورق ، بدأت تبحث عن الطعام ، وهي تحب الرحيق وعصارة الثمار والتوت ، وكذلك الذباب ويرقات الفراشات ، التي تقطعها إلى قطع صغيرة ، وتقدمها لليرقات آكلة اللحوم      " 3 "
ـــــــــــــــــــ
   فرحت الملكة ، رغم شعورها بالتعب ، بنمو اليرقات الجديدة ، فستخرج منها هذه المرة ذكور وملكات فتية ، وعند نهاية الموسم ، أقام الذكور والملكات الجديدة ، حفل زفاف بهيج ، لكنه كان بداية النهاية للحياة في هذا العش .
وتنهدت الملكة ، آه لقد شاخت ، ولن تضع بيضاً مرة أخرى ، وقد خلا العش ، بعد خروج الذكور والملكات الجديدة ، ولم يبقَ فيه سوى الملكة واليرقات وبعض العاملات .
وخلال فترة قصيرة ، ستغادر الملكة نفسها العش ، وعندئذ ستنقض العاملات على اليرقات ، فتلسعا وترميها إلى الخارج ، ثم تهجر العش ، ولا تعود إليه أبداً .
ومن جديد ، يرحل الخريف ، ويحل الشتاء ، ومعه يحلّ البرد والمطر والثلج ، وتزحف الملكات الجديدة إلى أماكن دافئة ، تنتظر فيها الربيع ، لتبدأ دورة الحياة من جديد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق