الاثنين، 11 ديسمبر 2017

"الذئب و التيس المغرور " حكاية للأطفال بقلم: زينب دليل



الذئب و التيس المغرور
  بقلم: زينب دليل
     يحكى أن قطيع غنم كان يعيش في مزرعة يحرسها كلب شجاع تهابه الذئاب. كان القطيع متعاونا يتبع إرشادات الكلب حتى تسهل حمايته، وكان ضمن القطيع تيس طالت قرونه وامتلأ جسمه، فأعجب بقوته وغرّته نفسه، فكان كثير الشجار والمشاحنات، دائم الجدل والخروج عن أوامر الكلب، لا يفوت فرصة لاستعراض عضلاته ليثبت للجميع انه قادر على حماية نفسه  بنفسه، و أنه الأجدر بتزعمّ القطيع وحمايته.
    كان الذئب يراقب تحركات حيوانات المزرعة من بعيد، يترصد الفرصة المناسبة لاصطياد فريسته، في غفلة من الكلب، فلاحظ تمرد التيس والخلاف الدائر بينه وبين الكلب، كما لاحظ أن التيس يرعى دوما في معزل عن القطيع، فكر في الانقضاض عليه، لكنه تريّث وقال في نفسه يمكن أن استغل هذا التيس المغرور لأضمن صيدا أوفر وانتقم من الكلب.
تسلل الذئب بين الشجيرات باتجاه التيس المغرور الذي كان يزج العشب بشراهة و غضب، ارتعب التيس عند رؤية الذئب ووجه قرونه ناحيته، فهدئه الذئب قائلا: هدئ من روعك يا صديق، مع هذه القرون لن يجرؤ احد على إيذائك.
رد التيس مرتابا: فما الذي تريده إذا؟؟
ردّ الذئب بمكر: أريد مساعدتك على التخلص من الكلب الذي يزعجك وينتصر للخروف على حسابك، و أخلصك من الخروف القائد أيضا لتنفرد وحدك بتزعّم القطيع فأنت أولى بذلك.
فقال التيس: اااااه هو حقا يزعجني، لكن ما المقابل؟؟؟ لابد انك تريد المقابل.
الذئب وهو يرسم ابتسامة ساخرة: شرف رفقتك، ولتعلم أني سأفترس بلا تردد كل مَن يقف في طريقك أو يعصي أوامرك، ثم إن بيني وبين الكلب ثأر قديم، وجرح غائر. ثم كشف الذئب عن ندوب عضّة قديمة على كتفه.
قال التيس وهو يحدث نفسه حسنا هذه فرصتي لانتقم من الجميع إذا: لكن ما خطتك ؟؟
رد الذئب ولعابه يتصبب: اختبئ يا أنت خلف هذه الشجيرات واستنجد بالكلب، ولا تقترب من هذا المكان، وأشار إلى شرك نصبه المزارع للإيقاع بالحيوانات المفترسة التي تترصّد حيواناته، و لا تخرج من بين الشجيرات حتى اطلب منك الخروج، فنحن معشر الذئاب إذا احتدم الصيد و شممنا الدماء لا نفرق بين الصديق و الفريسة.
أذعن التيس و اختبأ بين الشجيرات و راح يثغو و يستغيث بأعلى صوته  مااااع... مااااع، سمعه الكلب فهرع لنجدته، وما إن اقترب من الشرك حتى دفعه الذئب باتجاهه فأطبق على قوائمه وهشّم عظامه.
عوا الكلب من شدة الألم  فركض الذئب باتجاه القطيع يفترس الأغنام، يمزق لحمها بأنيابه، ويسلخ جلدها بمخالبه. سمع صاحب المزرعة جلبة و مأمأة الأغنام المذعورة فأخذ بندقيته وأطلق النار، فولى الذئب هارباً.
  في هذا الوقت كان التيس ما يزال مختبئا بين الشجيرات يشمت حال الكلب و ينتظر إشارة الذئب، لكن هذا الأخير فاجأه على حين غرة وغرز أنيابه الحادة في لحمه، فصاح التيس مذعورا مااااع.. مااااع ماذا تفعل يا لئيم، ما على هذا اتفقنا،
 فرد الذئب وهو يطبق فكيه على رقبته: أيه الأحمق لقد أعماك غرورك وما كانت لتردعني قرونك.
فكانت نهاية غروره على يد من وثق به رغم عدائه له. أما الكلب المسكين فقد عثر عليه المزارع ملقا على الأرض يأن من الألم فحمله إلى البيطري ليعالجه ويضمد جراحه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق