الخميس، 14 ديسمبر 2017

"الفاختة " قصة للأطفال بقلم : طلال حسن



الفاختة
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن

   وقفت الفاختة على حافة عشها ، الذي بنته بين أغصان شجرة التوت ، التي تتوسط الفناء ، ورفعت رأسها إلى أعلى ، وراحت تهدل : كوكوختي .. كوكوختي ..
انتبهتْ من غفوتها القلقة ، وهي في فراشها الدافىء رغم الزمن الذي مرّ عليه ، وأنصتت إلى هديل الفاختة ، الذي يأتيها من الفناء : كوكوختي .. كوكوختي ..
ودمعت عيناها الشائختان ، آه كم كانت أختها الراحلة أمل تحب هذا الهديل ، هي أيضاً تحب هديل الفاختة ، ربما لأن الراحلة أمل ، الأكبر منها بسنين قليلة ، كانت تحب الهديل ، وكانتا في الصغر ، تجلسان تحت الشجرة ، وتهدلان معاً كالفاختة ، فتقول أمل ..
                   : كوكوختي .. كوكوختي
فتجيبها          : عين أختي
تقول أمل       : اشتاكلين ؟
فتجيبها          : حب الله
تقول أمل       : اشتشربين ؟
فتجيبها          : ماي الله
ثم تقولان معاً : كوكوختي .. كوكوختي .
وظلتا تهدلان ، تحت شجرة التوت ، حتى بعد أن رحلتْ أمهما ، ولحق بها أبوهما ، وكأنه لم يحتمل الحياة بعدها ، آه لو لم يسكتها قناص ، أصابها في صدرها من جهة القلب ، لكانتا الآن تهدلان تحت الشجرة .
سكتت الفاختة ، حين ارتفع أزيز رصاص في السماء ، وخيل إليها أن رشقات منه أصابت أغصان شجرة التوت ، فشهقت متمتمة : الفاختة .
وعلى الفور ، تحاملت على نفسها ، وخرجت إلى الفناء ، وإذا الفاختة ملقاة على الأرض ، والدماء تغطي ريشها الرمادي الجميل .
ومدت يديها المرتعشتين ، ورفعت الفاختة عن الأرض ، وراحت تحدق فيها ، وعيناها غارقتان بالدموع ، وهي تهدل بصوت دامع حزين : كوكوختي .. كوكوختي ..

                                     4 / 10 / 2017 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق