الجمعة، 10 نوفمبر 2017

"مع محبتي " قصة للأطفال بقلم : طلال حسن

مع محبتي
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن 

   جلستُ في فراشي ليلاً ، قرب النافذة ، أتأمل القمر يسطع في السماء ، ثم أغمضت عينيّ ، ورحت أهمهم وكأني أترنم بأنشودة .
وتوقفتْ زينب عن كتابة واجبها ، وكانتْ تجلس إلى المنضدة ، وقالتْ لي متذمرة : قيس ، كفى دمدمة ، دعني أكتب .
وصمتُ لحظة ، دون أن أفتح عينيّ ، وقلتُ بصوت هادىء : زينب .
ردتْ زينب بشيء من الضيق : نعم .
قلتُ لها : اسمعيني ..
وقاطعتني زينب قائلة : لن أعطيك قطعة الحلوى ، لقد أكلتَ قطعتك ، وهذه قطعتي .
وقلتُ دون أن ألتفت إلى كلامها : لديّ سرّ .
وعادتْ زينب إلى كتابتها ، وهي تقول : هذا لا يهمني ، احتفظ به لنفسك .
ومرة أخرى لم ألتفتْ إلى كلامها ، وقلت : السرّ حولك ، يا زينب .
وتوقفتْ زينب عن الكتابة ، ثم نهضتْ ، واقتربتْ مني ، وقالتْ محذرة : قيس .
وفتحتُ عينيّ ، ونظرتُ إليها ، وقلتُ : ديمة قالت لي ، إن زينب أجمل مني .
وابتسمتْ زينب ، لعل رأي ديمة أعجبها ، أو أنه تظن أنني أمزح معها ، وقالت : لكن عينيّ ليستا زرقاوين .. مثل عيني ديمة ..
وهمهمتُ دون أن أتفوه بكلمة ، فقالت زينب : وشعري ليس ذهبياً مثل شعرها ..
ومرة أخرى همهمتُ ، فتابعتْ زينب قائلة : وحتى لوني ليس أبيض مثل لونها .
ونظرتُ إليها مرة أخرى ، وقلتُ : هذا رأيها .
وجلستْ زينب إلى جانبي ، وقالتْ : وأنتَ ، يا قيس ، ما رأيك ؟
فقلتُ لها دون تردد : طبعاً أنتِ أجمل من ديمة .
ونهضتْ زينب مبتسمة ، وقفلتْ عائدة إلى المنضدة ، وهي تقول : ربما لأنني أختك .
فأغمضتُ عينيّ ، وأنا أقول : وهل هذا قليل ، يا أختي زينب ؟
في اليوم التالي ، جلستُ في مكاني في الصف ، بعد أن دقّ الجرس ، وفتحتُ حقيبتي لأخرج كتاب القراءة ، وإذا بي أرى قطعة حلوى ، ملفوفة بورقة بيضاء ، كتب عليها بخط جميل : مع محبتي .. أختك زينب .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق