الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

"فرط الرمان " قصة للفتيان بقلم : طلال حسن



فرط الرمان
قصة للفتيان
بقلم : طلال حسن

    تمنى ملك ، أن يرزقه الله ولداً ، وقال إذا كبر ، سأجري ساقيتين ، الأولى عسلاً ، والثانية دهناً .
ورزق ولد ، سماه نور الزمان ، وأجرى ساقيتين عسلاً ودهناً ، وملأ الناس جرارهم ، وجاءت أخيراً امرأة عجوز ، واستقطرت ما بالساقيتين في جرتها ، فصوب نور الزمان سهماً ، وكسر جرتها .
ودعت العجوز على نور الزمان ، أن يقع في حب الأميرة فرط الرمان ، وخرج الأمير يبحث عنها ، حتى وصل كوخاً ، فيه شيخ ، فأخبره إنها في مملكة السعلاة ، وذهب إلى السعلاة ، فرضع من ثديها وهي نائمة ، وقال لها ، إنه صار كأحد أولادها .
ودلته السعلاة على قصر أخيها الغول ، وأعطته خاتمها ، وذهب إلى الغول ، فدله على قصر الأميرة فرط الرمان ، فوق الجبل العظيم .
وقال له الغول : قف تحت شباك القصر ، ونادِ
        يا فرط الرمان
        اسحبي المشتاق ، الذي جاء من واق .. واق
إذا مالت شعرها لك ، فتسلق به إليها وإلا سيأتي والداها فيقتلانك .
وصل نور الزمان القصر ، ونادى فرط الرمان ، وفتحت الشباك ، ودلت شعرها ، وسحبته إليها ، أحبته فرط الرمان ، وأخبرته أن الغولان خطفاها ، وربياها كابنتهما .
وجاء والداها ، فحولته إلى مكنسة ، ووضعته وراء الباب ، وتشمما ما حولهما ، وقالا : إننا نشم رائحة بني آدم .
فقالت فرط الرمان : هذه رائحة إحدى ضحاياكما من البشر .
خرج الغولان في صباح اليوم التالي ، وأعادت فرط الرمان الأمير إلى حالته الأولى ، ونزل الأمير نور الزمان ،  والأميرة فرط الرمان ، وامتطيا الحصان ، ولاذا بالفرار .
ولحق بهما الغولان ، عندما عرفا بهربهما ، فحولت الأميرة فرط الرمان نفسها إلى منارة ، يقف فوقها الأمير للآذان ، فسأل الغولان المؤذن عن الأمير والأميرة ، فقال إنه لم يرهما .
وعاد الأمير نور الزمان إلى والديه الملك والملكة ، ففرحا به ، وكذلك الناس ، الذين ظنوا أنه مات ، وبعدها أقيمت الاحتفالات ، وتزوج الأمير نور الزمان ، الأميرة فرط الرمان ، وعاشا عيشة سعيدة .

عن نصين عراقيين ، الأول " فتيت الرمان " لكاتب من الموصل ، يوسف أمير قصير ، والثاني " فرط الرمان " لكاتب من بغداد هو " كاظم سعد الدين " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق