السبت، 2 سبتمبر 2017

"فى يوم العيد" قصة للأطفال بقلم: دعاء عوض

(فى يوم العيد)
       قصة/ دعاء عوض
       رسم/ عبير خلاوى


كان يوم العيد وكانت الفاكهة والحلوى توزع على الطريق كتمر رمضان حين يقترب صوت الأذان، وكنت اسمع من بعيد جلجلة العامة وهم يصيحون، وبعضهم حين يدقون الأرصفة بأحذيتهم الجديدة وجلابيبهم البيضاء حين تنكشف عنها الفرحة، والمحال الصغيرة وهى تستقبل نهارا جديدا بصريرها المعتاد، وبينما يتجلى الطريق  بأصوات العامة.. كنت اغرق فى صمتى وفى يدى لعبتى المفضلة "الدبدوب الصغير"
كان اقرب لى من الجميع، اصطحبته لفترات من عمرى حكوت له قصصا شيقة، بعضها اعرفها وأخرى كانت من مخيلتى الصغيرة، وكان أبى دائم اللوم والشكوى منى برغم حبه الشديد لى.
جلست ذات مرة معه وأنا ابكى وأخذ يحتضننى ويحتضنى.. طويلا مرة هذا الوقت  واستفقت على صوت أمى تنادينى: "تعال إلى هنا يا صغيرى" مؤكد ميعاد عشاءنا لقد انقضى النهار وانقضى العيد أيضا وأغلق الناس محالهم وعم الصمت وجلست أنا والدبدوب وأبى وأمى.. جلسنا جميعنا على المائدة وحين هممت لإلتقاط  أول قطعة خبز فاجئنى دبدوبى الصغير قائلا: "لماذا تكذب؟"
قلت له: "أنا لم اعتد الكذب أبدا".. قال: "لم أجد لى رفيقا غيرك".. قلت : "ألم تر أبى وأمى هانئين معى فى يوم العيد، ألم تسمع أصواتهم وهم يحاكونى مرارا ومرارا.. لاشك أنك كائن ضعيف".
قال: " حسنا أنا سأغادرك"
هنا فاجئتنى تلك السيدة ذات الوجه القبيح والأنف العريض بأضافرها الحادة  ونظراتها المخيفة وهى تنتزع دبدوبى منى وتحدث احمرارا فى جسدى آلمنى طويلا  ثم قالت بصوتها الأجش وما أشبهه بالرجال: "لقد انتهى العيد.. عد إلى غرفتك مع زملائك"
فى صمتى المعتاد واستجابتى المهزومة أحنيت رأسى وعدت الى حجرتى مع رفقائى الصغار، بعضهم يحكى إلى الآخر وبعضهم يتناول خبزا فى الخفاء أسفل وسادته وآخرين غارقون فى النوم.. فعلت مثلهم  ومددت جسدى على سريرى واسدلت غطاء لا يحمينى من برودة شتاء وسمعت صوت العواصف المرير وحفيف
الأشجار والأمطار الثقيلة.. وقبل أن أغمض عينى دعوت الله أن يرحم والدى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق