الجمعة، 18 أغسطس 2017

"فطنّة الصيّاد" مسرحية للأطفال بقلم:عبد الله جدعان



[فطنّة الصيّاد ]
مسرحية للأطفال
    تأليف :عبد الله جدعان
الشخصيات/
              : النجار ( متوسط العمر)
              :الرجل  (متوسط العمر )
              :الابن   (في عمر تسع سنوات)
              : الشبل
              : البطة
              :الفرس
                                 
      (((  صوت زئير الأسد )))
ــــ أضاءه على جانب من الغابة ــــ
الشبل [ يعتلي فوق صخرة كبيرة ]
البطة [ خائفة بعض الشيء تقترب منه ]
الشبل / اقتربي ولا تخافي
البطة [ تقترب منه لكنها لازالت خائفة ]
الشبل / ما اسمك؟..وما جنسك؟
البطة / أنا البطة ومن جنس الطيور
الشبل / ما الذي جاء بك إلى هذا المكان ؟
البطة / ليلة البارحة رأيت في منامي وسمعت قائلاً يقول : أيتها البطة احذري
         من أبن آدم لأنه يود أن يذبحك لتكوني وجبة طعام شهية !..فاستيقظت من
         نومي خائفة أركض وأركض حتى وجدتك في هذا المكان
الشبل / أعلمي أيتها البطة أن أبن آدم يحتال على الحيتان فيصطادها من البحر
          ويرمي الطير ببندقيته وحتى الفيل الضخم يوقع به من مكره!
البطة / عفواً يا ابن الملك ..ما سبب قعودك فوق هذه الصخرة ؟
الشبل / والدي الأسد حذرني من أبن آدم كثيراً،لذا خرجت أبحث عنه.. لعل أحدهم
           يصادفني حتى التهمه في الحال !!
البطة / أحسنت أيها الأمير
                    ((( صوت صهيل فرس من بعيد )))
الشبل / ما هذا الصوت أيتها البطة ؟
البطة / على ما أظن انه صوت فرس قادم ألينا  
الفرس [ يدخل عليهما ] مرحباً يا ابن ملك الغابة
الشبل / ما اسمك وما جنسك وما سبب هروبك ؟
الفرس / أنا فرس من جنس الخيل وسبب هروبي من أبن آدم
الشبل [ باستهزاء ] عيب عليك أنت طويل ، وسرعة جريك ، فإذا رفسته
                        برجلك لقتلته ولم يقدر عليك
الفرس[ يضحك] هيهات..هيهات أن اغلبه يا ابن الملك  فلا يغرنك طولي
                     ولا عرضي ولا ضخامتي
البطة [ خائفة ] سمعت بأذنك يا أمير عن أفعال أبن آدم
الشبل [ يزأر ] وأنا مع صغر جسمي قد عزمت ما أن التقي بأبن آدم فأبطش به
                   وآكل لحمه ،هم..هم
البطة [مع الفرس ] وماذا فعل لك أبن آدم ؟
الفرس / يضع في أربعة قوائمي شكالين من حبال الليف ويصلبني من رأسي
           في وتد عال وأبقى واقفاً مصلوب ولا أقدر أن اقعد ولا أنام !!
البطة / فقط كل هذا ما فعله لك ؟
الفرس / كلا ،وإذا أراد أن يركبني يضع في رجلي من الحديد اسمه الركاب ويضع
          على ظهري السرج ويشده بحزامين من تحت إبطي ويضع في فمي اللجام
          ويضع فيه جلد يسميه السرج
الشبل [باستغراب ] أبن لآدم فعل بك كل هذه الأفعال؟
الفرس / لا تسألني أكثر يا ابن ملك الغابة، عما اقاسيه من الإنسان ،فإذا كبرت
           وانتحل ظهري ولم اقدر على سرعة الجري يبيعني لأخر بسعر زهيد
الشبل / ومتى فارقت ابن آدم ؟
الفرس / فارقته قبل شروق الشمس وأظنه ما أن استيقظ من نومه حتى خرج
            يبحث عني في الأرجاء لذا هربت منه ، دعني يا ابن الملك أهيج في
            البراري
الشبل / تمهل ..حتى تنظر كيف افترسه وأطعمك من لحمه وأهشم عظمه ــ إظلام ـ

ـــ أضاءه على دكان النجارـــ
المنظر[منشار ومطرقة و قطع خشبية بأشكال متنوعة توزعت في المكان]       
النجار [ منشغل وهو ممسك بيده المنشار ليقطع به الخشب،ينادي على ابنه]
          يا قصي أعطني تلك القطعة الخشبيّة الرفيعة؟
الابن[يتحرك نحو القطعة الخشبيّة ليعطيها للنجار] خذ يا أبتي
النجار/ أنظر يا قصي كيف أستخدم المنشار في قص الخشب.
الابن[بانزعاج] لكنني لازالت صغيراً يا أبتي
النجار/ يا ولدي التعلم منذ الصغر كالنقش على الحجر
الابن/ أجل يا أبتي ،أنني اعتذر
النجار/ لا داعي لذلك يا ولدي،وكما يقال:( تعلم صنعة أمان من الفقر)
الرجل [يدخل متعب بعض الشيء] السلام عليك يا أخي
النجار / وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .. هل لك عندي حاجة ؟
الرجل / بلى وددت لو تصنع لي سلماً احتاجه في داري
النجار / وأين يقع دارك؟
الرجل / في طرف الغابة من جهة النهر
النجار/ وما ارتفاع السلّم الذي تحتاجه يا أخي؟
الرجل/ أربعة أذرع ونصف
النجار/ حسنٌ، وهل الطريق  المؤدي للقرية التي تسكن فيها سالك من البشر؟
الرجل/ نعم، ولا تخف فأنا بانتظارك في بداية الطريق المؤدي إلى القرية غداً
           إنشاء الله
النجار / أعدك بذلك إنشاء الله [يخرج الرجل ]رافقتك السلامة
الابن/ لما وافقت للذهاب يا أبتي؟
الأب/ لماذا يا ولدي؟
الابن/ لأنني أخاف عليك من الطريق ،ربما مملوءة بالحيوانات المفترسة
الأب/ الله سبحانه تعالى خلق الإنسان بأحسن حال وأعطاه العقل الذي
        بواسطته  يستطيع أن يميز بين الصحيح والخطأ
الابن/  أذهب بصحبتك ربما تحتاج المساعدة
الأب/ لا، يا ولدي فربما أمك تحتاجك هنا
الابن/ حسناً لأساعدك في حمل القطع الخشبية
الأب/ أشكرك يا ولدي
    ــ إظلام ــ
ــ إضاءة على جانب من غابة
الشبل[يعترض طريق النجار] إلى أين؟
النجار[ خائفاً في بداية الأمر ولا يعرف ماذا يفعل تسقط من على ظهره الألواح
           الخشبية ومعدات النجارة ،ثم يتحدث  مع نفسه]:
          عليّ أن أفكر في حيلة لأنقذ نفسي من هذا الشبل
الشبل / هل أنت أبن آدم ؟
النجار / أنا نجار أيها الأمير الجليل صاحب الباع الطويل ..أسعد الله صباحك
          [يصطنع البكاء ]
الشبل / لماذا تبكي يا صاحب اللسان الفصيح ؟
النجار / لأني لا نصير لي غيرك [ يزداد حدة بالبكاء ]
الشبل / هيا قل لي من ظلمك ؟
النجار [يصطنع الحزن] أبن آدم أيها الملك
الشبل/ هل تستطيع أن تجلبه لي ؟
النجار / بالطبع سأجلبه لك هذا المساء
الشبل [ يزأر من شدة فرحه ] والله لأسهرن في هذه الليلة حتى تجيئني بأبن آدم
                                     ولا أرجع إلى حتى ابلغ مقصدي
البطة + الفرس [ بفرح غامر وبصوت واحد ] عاش الشبل.. عاش ابن الملك عاش
الشبل [مع النجار ] ماهذا الشيء الذي كنت تحمله ؟
النجار / ألواح من الخشب وبداخل هذا الكيس عدة النجارة
الشبل / وماذا تصنع بها ؟
النجار / اعرف أن ما سأقوله لك سيزعجك كثيراً
الشبل / هيا قل بالعجل
النجار / أنني ذاهب إلى وزير والدك الفهد
الشبل / وما السبب؟
النجار / لأنه لما بلغه أن ابن آدم داس هذه الأرض خاف على نفسه خوفاً
            عظيماً وأرسل لي رسولاً يطلب مني أن أصنع له بيتاً يسكن فيه
           ويأوي أليه ويمنع عنه عدوه
الشبل [بانزعاج ] أسمع أيها النجار لن تنطلي عليّ هذه الحيلة !.. تريد أن تهرب؟
النجار / عفوك يا أمير . وما هو الدليل على صدق كلامي  
الشبل / أن تصنع لي هذا البيت أولاً ومن ثم تمضي إلى الفهد لتصنع له ما يريد
النجار / لكن الفهد سيزعل مني كثيراً أن تأخرت عليه
الشبل / أنا أبن الملك ويجب عليك تنفيذ أوامري [ يزأر بكل قوته]
النجار [يسقط على الأرض من شدة خوفه ثم يتناول الألواح الخشبية ويسمر
          البيت ويجعله مثل قياس الشبل لكنه يترك بابه مفتوح ويفتح طاقة
           كبيرة وجعل لها غطاء]  
{ الجميع  حول الصندوق الخشبي }
الشبل [ فرحاً ] أحسنت صنعاً أيها النجار ،لكنني أرى أن هذه الطاقة ضيقه
النجار / كلا أيها الملك باستطاعتك أن تدخل وتبرك على رجليك لتتأكد من
           صحة كلامي
الشبل [ يدخل إلى الصندوق الخشبي ثم يبرك بداخله ] أنظر أيها النجار ذيلي
          لا زال في الخارج
النجار / حسناً [ يلف ذيل الشبل ويدخله بداخل الصندوق ثم يغلق الباب بواسطة
                   البسامير بالمطرقة غلقاً محكماً ]  
الشبل / ما هذا البيت الضيق الذي صنعته لي ..دعني أخرج منه ؟
النجار [ يضحك ساخراً ] هيهات ..هيهات لا ينفع الندم ..فأنا أبن آدم
الشبل [ يستنجد بالبطة والفرس] هيا ساعدوني.. ألا ترون ما فعل بي أبن آدم؟
البطة [ مع الفرس ] هيا لنعدو سريعاً قبل أن نقع في المحظور
الفرس[ يصهل بكل قوته ويخرج من المسرح]
البطة [ تركض وراء الفرس بكل ما أوتيت من قوة ]
الشبل / لقد أحسنت تفكيراً أيها الإنسان ، وأنك فطن، يصعب عليّ أدراك هذه
          الحقيقة لأن عقلك يفوق أفعالنا نحن الحيوانات المفترسة
           [يبكي ] :آه..ساعدوني؟
النجار / مسكين من يسمح للأوهام أن تسيطر عليه لأن الإنسان الحكيم
            هو الذي يتعلم من كل ما يصافه.
 

                                     ((تسدل الستارة))
           

       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق