الأحد، 20 أغسطس 2017

قصة جاك وشجرة الفاصوليا تشجع على السرقة والنهب.. بقلم: سهيل ابراهيم عيساوي .

قصة جاك وشجرة الفاصوليا تشجع على السرقة والنهب.. 
 

بقلم: سهيل ابراهيم عيساوي .

قصة  جاك  وشجرة  الفاصولياء     ترجمة   يه ليانغ ينغ ، رسوم  جون بسيانس  من بريطانيا ،  من  اشهر  القصص  العالمية  كان أول ظهور لها في نسخة الموعظة المطبوعة عن طريق الناشر بنيامين تابارت عام 1807م  الطبعة التي  بين  يدي  طبعت في  الصين عام 2016 عبر شركة مجموعة جيلين  ، انتجت القصةعلى  هيئة  افلام  كرتون  وافلام سينمائية ، وكتبت  بعدة صيغ
 ، تم  استبدال جاك  بعدة  اسماء  مثل  رامي ، وترجمت  الى  عشرات  اللغات , واثيرت  حول  القصة  عدة  تساؤلات  حول  مضمونها واهدافها ودوافعها . حتى ان ادارة  سجن غوانتانامو منعت  دخول القصة للسجن خشية هروب السجناء عن طريق السحر !.
ملخص  القصة  :  في  قديم  الزمان كان  طفل  يدعى جاك ، تجرع  مرارة  اليتم ، أمه أرملة فقيرة ذات  يوم ، وقالت والدة جاك له  اذهب الى السوق وبع  بقرة  بسعر مقبول  ومعقول ،. ذهب جاك إلى السوق وفي طريقه  التقى رجل  غريب  الاطوار أراد أن يشتري البقرة منه. قال جاك، "ما سوف تعطيني مقابل بلدي البقر؟" أجاب الرجل: "أنا سوف أعطيك خمسة  حبات الفاصوليا السحرية!" سوف  تمنحك  ثروة كبيرة ،  أخذ جاك حبات  الفاصوليا السحرية، وقدم للرجل البقرة. ولكن عندما وصل الى المنزل، وكانت والدة جاك غاضبة جدا. وقالت: "أنت مجنون! فأخذ البقرة وقدم لك  خمس  حبات  فاصوليا ! "ألقت الفول من النافذة. وكان جاك حزينا  للغاية وخلد الى النوم دون عشاء.
في اليوم التالي، عندما استيقظ جاك في الصباح ونظر من النافذة، ورأى أن شجرة الفاصولياء الضخمة قد نمت  فوق السحاب ، تسلق شجرة الفاصولياء . وصل الى القلعة وهناك عاش عملاق وزوجته. دخل جاك المنزل  وجد زوجة العملاق في المطبخ. وقال جاك "، فأرجو أن تعطيني شيئا للأكل؟ أنا جائع جدا! "الزوجة  وقدمت له الخبز و الحليب. استطاع جاك سرقة كيسا من  الذهب وعاد  الى منزله  ومنحه  لوالدته ، لكن  سرعان ما  نفذ  المال  قرر جال تسلق  شجرة الفاصولياء وصل إلى بيت العملاق مرة أخرى.ايضا  في هذه  المرة قدمت  لجاك  زوجة  العملاق  الطعام ، كان العملاق يشتم في كل مرة رائحة الصبية ، يريد ان يصنع من عظامه خبزا ، لكن زوجته تنكر وتقول  له هذه  رائحة الحساء  واللحم .
. أخرج  العملاق الدجاجة سحرية . صرخ، "لاي!" والدجاجة وضعت بيضة ذهبية.  بعد  نوم العملاق سرق  جاك الدجاجة وعاد الى  أسفل شجرة الفاصولياء. وبعد  فترة وذهب  جاك إلى القلعة العملاق. للمرة الثالثة، التقى جاك زوجة العملاق وطلب  منها بعض المواد الغذائية.مرة أخرى،
وكان للعملاق القيثارة السحرية التي تغني  الأغاني الجميلة. بينما ينام عملاق،  سرق جاك القيثارة وكان على وشك الرحيل. فجأة، صرخت القيثارة السحرية، "يا مالكي يا مالكي ! "استيقظ العملاق  ورأى جاك مع القيثارة. غضب ، ركض خلفه  وقال بصوته الذي يشبه الهدير، انه سوف يبتلع جاك . ولكن جاك كان سريعا جدا بالنسبة له. ركض أسفل شجرة الفاصولياء . العملاق تبعه إلى أسفل. جاك ركض بسرعة داخل منزله وطلب من امه  احضار الفأس.  ليقطع شجرة الفاصولياء فانقطعت الشجرة وسقط الرجل  الضخم صارخا  محدثا حفرة كبيرة وبقي محتجزا بداخلها  ، حتى مات ، وشجرة الفوصلياء لم تنبت من جديد  واما جاك وامه منذ ذلك الوقت يعيشان حياة سعيدة في قبضتهما  الدجاجة التي تبيض البيض الذهبي والقيثارة السحرية .
   تشجيع   السرقة :
قصة  جاك  تشجع  السرقة ، جاك تسلل  الى قلعة  العملاق ، استغل نوم العملاق وقام  بسرقة كيسا  من القطع  الذهبية ، سلمه الى امه ،  وعاشا فترة  طويلة ينفقان من كيس الذهب ، وقبل  ان ينتهي كيس النقود  قام جاك بمغامرة اخرى وسرق  الدجاجة التي  تبيض  بيضا من الذهب ،  وعاد  سالما الى بيته ، شعرت ام جاك بالفرحة والغبطة بعدما رات الدجاجة تبيض البيض الذهبي وقالت لجاك وهي تضحك " لن نعاني من الجوع او الفقر في  المستقبل "  الأم  تشجع ابنها  على السرقة  والنهب  وتسانده  وتستلم بيدها المسروقات وتتصرف بها وفق  هواها ، ورغم  الغنى قام جاك بمغامرة ثالثة كادت تقتله ، لكنه  فب  النهاية سرق  القيثارة السحرية  وقتل العملاق ، وقطع شجرة الفاصولياء .
المرأة  في قصو جاك وحبات الفاصولياء :  
أم جاك : تظهر في  بداية القصة فقيرة ارملة ، لا تملك  هي  بقرة يتيمة ، عندما شاخت وكبرت  البقرة ارادت  ان تبيعها ، عندما لم  تعجبها الصفقة القت بحبات الفاصولياء من الشباك ، ونعتت جاك بالغباء ، وعاقبته بان حرمته من تناول طعام العشاء وامرته بالنوم مباشرة ، وفي كل  مرة كان يسرق جاك كانت تثني عليه وكانت تستلم الغنائم بنفسها ، وفي نهاية القصة اعطت جاك الفأس لقطع الشجرة ويتخلص من العملاق . تحولت من امرأة فقيرة الى ثرية  من خلال السرقة .
زوجة العملاق : امرأة ضخمة ، ذات قلب كبير ، في كل مرة تشفق على جاك وتمنحه الخبز والحليب ليسد رمقه ، تقوم بإخفائه من عيون زوجها العملاق ، خوفا من ان يقته ويصنع من عظمه خبزا ، تكذب على زوجها  وتقول له انه لا يوجد هنا اي صبي ، بل هي رائحة طعامه ، لا تحاول  اللحاق بجاك او ايذائه ولا يعرف  مصيرها  بعد  مقتل زوجها  .
شخصية  جاك : جاك الطفل الذي  تعتمد  عليه امه الارملة يذهب  الى السوق ليبيع بمفرده  بقرة العائلة وهي كل ثروتها ، يعقد صفقة مع الرجل العجوز  ، هو نفسه  اعتقد ان  هذه المبادلة غير مربحة بقرة ب خمسة حبات فاصولياء ، مغامر ، يتسلق الشجرة ليصل فوق  السحاب ، لا يخجل اذا جاع يطلب الطعام ، مخادع ، لص محترف سريع  الخطى ، جشع سرق ثلاث مرات ، عرف في  الوت المناسب  متى يجب قطع  الشجرة والتخلص من العملاق .  لم يقم وهو ووالده بتوزيع قسطا من ثروتهم على الفقراء والمحتاجين .
هل قصة جاك وشجرة الفاصولياء تشجع الاستعمار ؟
 جاك يستولي على ثروة الرجل  العملاق ، يسرقه بشكل متكر عبر الاحتيال على زوجته بإدخاله المنزل ، وفي النهاية يقطع الشجرة التي يسكن فوقها العملاق ويقتله ويتخلص منه الى الابد .  وهذا يشبه تصرف الدول الاستعمارية  حيث قامت باستعباد الشعوب وسلب ثرواتهم وتمزيق اوطانهم ، ومحو هويتهم ، وابقائهم في مستنقع الفقر والذل والحروب الطائفية والعرقية  ، وتظهر بانها تعطف عليها وتغدق عليه بالفتات مما نهبته منهم عبر اعوام طويلة .

هل جاك  بطل قومي ؟
ربما يعتقد البعض ان جاك  بطل قومي تحرري ،   صعد الى القلعة ليسلب من العملاق ثروته ويخلص العالم من شروره ، وقد نجح بذلك  ، لم يتقبل الواقع  المر  كما  هو لم يستسلم  للفقر والذل وان  كنا نعتقد للوهلة الاولى انه  غبي ، لكن كانت له  نظرة بعيدة للمستقبل ، لكن جاك لم يشارك الفقراء في ثروته  التي استولى عليها من العملاق ، لا يسري بعروقه دم "روبن هود " .
خلاصة :  قصة جاك وشجرة  الفاصوليا، رغم كونها قصة شيقة وممتعة وتداعب  الخيال الى انها تشجع  على النهب والسرقة ، والايمان بالمعجزات والسحر والخرافات للهروب من الواقع  المر  ، والاتكال  على الغير وعلى الحظ ، وحتى الجريمة والقتل ـ وتعطي الشرعية للسرقة والنهب . فهل الحل للهروب من الفقر السرقة والقتل ؟ام  العمل الاجتهاد  ، ايضا تشجع على الانتهازية والجشع فجاك سرق ثلاثة مرات  ولم يكن ينقصه المال في المرة الثانية والثالثة ، وفهل هذه  القصة  تصلح لتدرس لأطفالنا ؟ وهل كان لها الاثر السلبي على العقلية الاوروبية وتعاملها مع سائر الامم ؟  ولماذا تتجند  الماكنات الاعلامية لتسويقها  وضخ  الملايين لإنتاج  افلام  حول  القصة ؟  هل تنجح القصة في  تحريك الشر الكامن في الانسان ؟  ام  انها  تظل مجرد قصة ممتعة للتسلية وتسلل عبر الخيال الغربي الخصب ؟ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق