الخميس، 3 أغسطس 2017

"الــــــــــــدرس الجديـــــــــــد " مسرحيــــــــــــه للأطفال بقلم : عبدالله جدعان



 (( الــــــــــــدرس الجديـــــــــــد ))
مسرحيــــــــــــه للأطفال

تأليف : عبدالله جدعان

الشخصيات :
1/ الأب
2/غسان
3/عمار
4/الصياد
5/ المارد


المنظر ( حديقة منزليه ، يحيط بها سياج خشبي )
الأب ( منشغلا بترتيب وعزق شتلات وورود أو تقليم أغصان شجره )
غسان ( يدخل المسرح وهو يحمل إبريق بداخله ماء لسقي الزهور ) اسقي الزهور
              بحنان لتكبر ونصبح أصدقاء
الأب / هل تحب الزهور يا غسان ؟
غسان / نعم يا أبي ومن شدة إعجابي دائما ارسم الزهور في دفتر الرسم
الأب / الزهور مصدر الجمال والنقاء في الطبيعة يا ولدي
غسان ليس هذا فقط .. وإنما الزهور تتنافس في العطور التي تطلقها بما يحمله
         كل عطر لجذب الحشرة المطلوبة إليه للقيام بحمل رقادها من ذكور الزهور
        إلى إناثها
الأب/ والمدهش يا غسان إن لكل حشره عطرها الذي تنجذب إليه وتتوجه دون خطأ
         أو تردد إلى زهوره وكأنها مبرمجه للتعرف على الرائحة التي تتجه إليها
غسان / لذا يجب أن نحافظ عليها حتى تصبح بيئتنا نظيفة
الأب/ أحسنت يا غسان وان الإكثار من زراعة الأشجار والزهور لتلطيف الجو
          والمساهمة في اعتداله
غسان / هذا ما حدث بالفعل
الأب / كيف ؟
غسان / طلب مدير مدرستنا التلاميذ أن يتطوعوا بزرع الأشجار في المناطق
           المحيطة بالمدينة وشرح دور الحزام الأخضر في حماية البيئة وامتصاص
          الغازات التي تنفثها السيارات
الأب / وتلطيف الجو والمساهمة في اعتداله بمنع الاتربه التي تحملها الرياح من
           التأثير على نقاوة الهواء
غسان / هل تعرف يا أبي من ابتكر يوم الشجرة ؟
الأب / هو أمريكي ، واسمه ( مورتن ) صحافي اقترح عيد لزراعة الأشجار وتحقق
          في 10 يناير من العام 1872م
غسان / كما كانت أهميه كبيره للشجرة في الإسلام
الأب / اجل ، فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم عدة مرات ، وما ورد في سورة
         الصافات أيه 146 (وأنبتنا عليه شجره من يقطين ) وفي سورة الفتح أيه 18
         ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة )
عمار ( يدخل المسرح من وراء السياج الخشبي وهو ينادي لغسان مشيرا بيده )
غسان ( ينشغل بالزهور غير مبالي إلى ندآت عمار )
عمار( يضيق ذرعا ينادي بصوت عال مما يثير انتباه الأب ) غسان ؟ .. غسان ؟
غسان ( يجيبه بانزعاج ) اذهب عني بعيدا . لا أريد أن أرى وجهك
الأب / لماذا ؟ .. لا أجد داعيا لذلك يا غسان
عمار ( بعد أن أحس بالأمان يقترب أكثر منهما )  مرحبا يا عم جميل
الأب/ أهلا يا عمار . تعال ماذا تريد؟
عمار (يدخل من باب الحديقة ثم يقترب من غسان ) أنا نادم على ما فعلته لك .لن
         يتكرر ذلك أبدا
غسان ( دون مبالاة ) لكن ما يقوله فمك لا يقوله عقلك . أليس كذلك ؟
الأب ( يترك آلة عزق الزهور من يده ) لحظه !..لحظه !.. ماذا حدث بينكما؟
عمار / لا شي يا عم كنا نمزح
غسان / تمزح أم تحتال؟
الأب / ما هي القصة يا غسان ؟
غسان / طلب منا معلم التربية الفنية المشاركة برسومات في مسابقة تقيمها
           الوزارة وستمنح الفائزين الثلاث هدايا وجوائز ثمينة ، فطلب مني
           عمار أن أساعده في رسم لوحه بالألوان واخترت له موضوعا جميلا
           وفي اليوم المحدد سلمنا اللوحات ، المعلم أعجب كثيرا بلوحتي وهذا
           ما أثار غيرة عمار وقال للمعلم : لا تتعجب يا أستاذ لان الذي رسم
           اللوحة لم يكن غسان إنما أبوه
الأب ( مع عمار ) صحيح ما يقوله غسان
عمار ( مطأطئ رأسه خجلا يجيب دون أن يرفع رأسه ) نعم يا عم
الأب ( مع غسان ) وكيف اقتنع المعلم بأنك من رسم اللوحة فعلا؟
غسان / احضر المعلم ورقه وعلبة ألوان ومن ثم طلب مني أن ارسم الموضوع
           ذاته أمام جميع الطلاب في الصف ، وخلال دقائق رسمت اللوحة
الأب / وماذا قال عنك معلم التربية الفنية؟
غسان /هتف بصوت عال .. أحسنت أيها الرسام الموهوب غسان!.. صفقوا له .
         أما أنت يا عمار سوف أحرمك من المشاركة عقابا على فعلتك هذه
عمار / وأنا الآن نادم على ما فعلته .. هل يمكننا أن نصبح أصدقاء حقيقيين مع
           بعضنا
الأب / التائب من الذنب كمن لا ذنب له !!.. ماذا تقول يا غسان؟
غسان / لقد قبلت اعتذاره يا أبي(( يصافح عمار ))
الأب ( فرحا ) والآن هيا أجلسوا ، أريدكم أن تتذكروا معي إن الحكاية التي
       سأرويها لكم أبغي من ورائها درسا جديدا .
( صوت الأب على طريقة الايكو ــ بلي باك ) : يحكى إن صيادا فقيرا كثير الحاجة .
  قليل الرزق ، كبير السن ، كان له زوجه وأربعة أطفال ، كان يذهب كل يوم إلى النهر ويرمي شبكته ليصطاد شيئا من السمك ، ولكنه كان سيئ الحظ ولا يرجع إلى منزله في آخر النهار وفي يوم من الأيام رما شبكته في النهر ـــ إظلام ـــــــ
ـــــــــــ أضاءه على حافة النهر ـــــــــــــ
الصياد ( فرحا يشد الشبكة بقوه ويسحبها ) أعتقد أن الحظ سيبتسم لي هذا اليوم ..
          أحس إن السمكة ثقيلة ( يسحب الشبكة بقوه ويشد على أنفاسه ، ينظر
          يمينا ثم شمالا ) لا أجد احد هنا كي يساعدني (يسحب مره ثالثه حتى تظهر
         في الشبكة رأس بقره ميتة ، يجلس على الأرض بخيبة أمل وهو ينظر
         إلى السماء رافعا يديه للأعلى ) سبحان مقسم الأرزاق ، يا رب ارزقني
         برزق أولادي ( ينهض يحمل رأس البقرة ويرميه بعيدا ثم يرمي بالشبكة
         مجددا في النهر ، ثم يجلس على حجره كبيره وهو ينظر في مجرى النهر،
         ينهض فرحا دون قصد ) أحس أن الشبكة ثقيلة .. سيكون حظي سعيدا
         هذه المرة ( يسحب الشبكة بقوه مبالغ فيها حتى يجد رأس جحش ميت )
         يا لتعاسة حظي !! ( يبدأ برمي رأس الجحش بعيدا وهو يكلم نفسه
         منزعجا ) ماذا استطيع أن افعل وزوجتي وأولادي ينتظرونني بالبيت ..
        ينتظرون ما أقدمه لهم من السمك والخبز  عند رجوعي ( من شدة انزعاجه
        يأخذ المكان جيئة وذهابا ثم يعود ليجلس على الحجرة الكبيرة )
        بسم الله الرحمن الرحيم ــ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ـــ
                                            صدق الله العظيم
ـــــــــــ إظلام ـــــــــ
ــــ أضاءه على الحديقة ـــــــــــــ
غسان / هل حاول مرة ثالثه ورابعة ؟
عمار / وهل اصطاد شيئا ؟
الأب / كان أيمانه بالله قويا وقوله جل شأنه ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) ثم
         نهض الصياد وهو يشحذ عزيمته قائلا : لا ! .. لن يصل اليأس إلى قلبي ثم
        رمى شبكته مرة ثالثه ثم رابعة وخامسة حتى !!! ــــــــ إظلام ـــــ
ـــــ بقعة ضوء على حافة النهر ــــــــــــ
الصياد (وهو يسحب شبكته بقوه ) حمدا لله أبتسم لي الحظ في المرة الخامسة !...
         على ما يبدو أنها سمكه كبيره ، هذه هي مكافأة صبري ( يفتح الشبكة ليجد
         بداخلها قدر كبير نحاسي ينظر باستغراب إليه ويقلبه من هنا وهناك )
         قدر مختوم بخاتم سحري ( يرقص هائما فرحا ) الفقر سيزول ! .. إن
         القدر مملوء بالذهب . افرحي يا أم حسان سأشتري لك أجمل الثياب وقلائد
         الذهب . كما سأشتري بقره ونعاج واترك مهنة الصيد .. كلا .. افتتح لي
         دكانا أبيع فيه الثياب . هديه من عند الله ( يهز القدر ويقلبه ثم يضع أذنه
        عليه ) موءكد مملوء بالذهب واللا لىء الغالية (يحاول مرة ثانيه يفتح
        القدر لكنه لا يستطيع )أحتاج إلى سكين !؟ ( يركض إلى عدة الصيد ثم
        يتناول سكين ويقترب من القدر ليفتحه ) ـــــ
      ( تتغير الاضاءه إلى ألوان ممزوجة ما بين اللون الأحمر والأزرق ــــ
        يتصاعد دخان اصطناعي كثيف من القدر ليغطي المكان ، الصياد خائف ،
        يظهر المارد وقد نشر يديه إلى الجانبين ووضع رجليه داخل القدر، يقهقه
       عدة مرات )
الصياد ( ينظر في عجب ويرتجف خائفا ثم يجمد في مكانه )
المارد/ أيها الصياد؟.. إني سأقتلك ألان
الصياد / لماذا تريد أن تقتلني وأنا لم أفعل شيئا أستحق عليه أن اقتل
المارد / لأنك فتحت القدر
الصياد / الم أخلصك منه ؟..هل نسيت أني أطلقت سراحك وأعطيتك الحرية ؟
المارد / هذا ذنب لا يغتفر . ومن اجله سأقتلك
الصياد / أرجوك .. أتوسل إليك .عندي زوجه وأربعة أولاد . أنا فقير
المارد / حسنا .. ساترك لك الفرصة في اختيار الطريقة التي بها أقتلك
الصياد / وماهي الطريقة ؟
المارد / أتحب أن أقتلك بيدي أم أرميك في عمق النهر فتموت غرقا؟
الصياد ( يجثو على ركبتيه عند أسفل قدمي المارد ) إنني لم افعل شيئا استحق
          عليه الموت ، أخرجتك من السجن الذي كنت محبوسا فيه
المارد /سأخبرك بما ارتكبت من ذنب
الصياد / هيا قل ما هو ذنبي
المارد / سوف احكي لك قصة حياتي . أتحب أن تسمعها؟
الصياد / نعم ، ولكن بشرط أن تختصر في الكلام
المارد / أني عملاق من الذين لم يخضعوا لملك العمالقة ولم يخضعوا لظلمه
           واستبداده وظلم الأحرار من الرجال لأنهم طالبوا بالحرية والاستقلال
           لأنها أفعال تغضب الله فعصيت الملك وأعلنت عصياني وسخرت من
           أوامره الظالمة وتصرفاته القاسية بالكتابة والخطابة
الصياد ( بانزعاج ) أوه !! قلت لك اختصر
المارد / لا تتعجل فأنت ميت لا محال
الصياد / ميت ميت . وماذا حصل بعد ؟
المارد / حكمتني المحكمة إرضاء للملك العملاق بسجن داخل هذا القدر وختمه
           بالخاتم السحري ثم رموني بالنهر منذ مئات السنين
الصياد ( يتودد له متوسلا ) وها أنا أخرجتك من السجن . هيا دعني ارحل فزوجتي
          وأطفالي ينتظرون عودتي وهم جائعين ــــــ إظلام ــــــــــ
ــــــــــــ أضاءه على حديقة المنزل ـــــــــ
عمار / وهل أطلق المارد سراح الصياد ؟
غسان / لا اعتقد ذلك ، لأنه شرير وقلبه خالي من الرحمة
الأب( يبتسم ) لحظه يا أولاد . دعوني أكمل لكم الحكاية ولا تتعجلوا
عمار / حسنا يا عم أكمل الحكاية
الأب / المارد قال للصياد تريد أن تعرف قصتي مع القدر ؟ فقال الصياد وهو
         يائس إلا من رحمة الله ..نعم    ــــــ إظلام ــــــــــــ
ـــــــــــــ أضاءه على النهر ـــــــــ
المارد / نذرت في نفسي أن من يفتح القدر سأجعله سلطان ومرت مائة عام  ولم
            يفتحه احد ، فنذرت نذرا آخر
الصياد / ما هو ؟
المارد / من يفتح القدر لن اجعله سلطانا ومرت مائتان من السنين ولم يفتح القدر ،
         ونذرت نذرا ثالثا من يفتح القدر سأقضي له ثلاث حاجات ومضت ثلاثمائة
       سنه ولم يفتح القدر ، وأخيرا نذرت إن من يفتح القدر سأقتله !.. لكن اترك
       له الحرية في اختيار الطريقة التي يقتل بها

الصياد (في هذه الأثناء يفكر في حيله لإنقاذ نفسه )يا الهي !!.. أنت عوني ، يا
           مجيب الدعوات  ساعدني ( ثم يبتسم وكأنه وجد المخرج )
المارد (يضحك ساخرا ) هيا.. قل  لي .. لقد نفذ صبري ؟.. ما هي الطريقة التي
          تريد أن تموت بها ؟
الصياد /ولكن سأطلب منك طلبا واحدا قبل أن تقتلني ، هل تحققه لي ؟
المارد / نعم . هيا قل ما هو ؟
الصياد / انك مارد!!.. أيعقل  أن تكون داخل القدر . . فهو لا يمكن أن يسع رجلا
           واحده من رجليك
المارد ( بانزعاج ) ويحك !؟.. أتسخر مني ؟.. لا تصدق أنني كنت داخل القدر ؟
الصياد / نعم.. وأنني لا استطيع أن اصدق إن جسمك كله كان داخل هذا القدر
               الصغير
المارد ( بانزعاج أكثر يدور حول نفسه هائجا ) إلى أين تريد أن تصل؟
الصياد / لماذا لا تقول شيئا معقولا يقبله العقل
المارد / لا تصدق أنني كنت داخل القدر؟
الصياد / نعم ، أنني لا اصدق أبدا حتى أرى بعيني انك بداخل القدر
المارد( بانزعاج وعلى عجله ) حسنا .. سوف ترى بعينيك
(( يتصاعد دخان كثيف تتغير الاضاءه مصحوبة بموسيقى مناسبة ــــ يختفي المارد
    من المسرح ـــ يسمع صوته وكأنه يتحدث من داخل القدر ))
صوت المارد / ماذا تقول الآن أيها الصياد .. إنني داخل القدر،صدقت الآن ؟
الصياد ( على عجله يغلق القدر بأحكام ثم يرقص فرحا ويجلس فوق القدر ) :
أيها المارد ، لقد انتصرت عليك
صوت المارد /أنت تنتصر علي ؟
الصياد / ألا تصدق ، لقد انتصرت عليك بما أتاني الله من عقل وتفكير
صوت المارد / ماذا أنت فاعل ؟
الصياد / سأرميك في النهر كما كنت
صوت المارد ( متوسلا ) أرجوك .. أتوسل أليك
الصياد / كيف أخرجك وكنت تريد أن تقتلني  ولم تقبل لي رجاء
صوت المارد / إذا فتحت لي القدر وأخرجتني مرة ثانيه جعلتك من كبار الأغنياء
الصياد / وكيف أصدقك وأنت ظالم لا تعترف بالجميل .. وتحب أن تسيء إلى من
            أحسن أليك ( يضحك بنشوة الانتصار ) ـــــــــ أظلام ــــــــــ
ــــ أضاءه على حديقة المنزل ـــــــــــــــ
الأب / وفي الحال اخذ الصياد القدر ورماه في النهر .. ونال المارد جزاء ظلمه
         وانتصر الصياد عليه بفضل حيلته وتفكيره ..ها !.. ماذا تقول يا عمار
          وأنت يا غسان ؟
عمار / بفضلك يا عم جميل فهمت درسا جديدا كم هو مهم الاعتراف بالجميل
غسان / وعدم تقديم الإساءة لمن أحسن ألينا عملا
عمار ( ينهض ثم يعانق غسان بكل قوه ) أنني اعتذر منك مرة ثانيه
غسان / ولكن على شرط أن لا تعود إلى سابق ما فعلته                                      
عمار / وليس أحب إلى قلبي أكثر من هذا
الأب ( فرحا ) قلبي يفيض فرحا يا أولاد.. وان تتعلموا من هذا الدرس الجديد
       أخطاء الصياد وان تحسنوا التعامل مع الزمن وان تقسموه فيما يعود
      عليكم بالنفع والفائدة والنجاح وهناك أوقات
عمار / وقت للعب والنوم
غسان / ووقت للدرس والأكل
                                ـــــــــــــ أغنية الختام ـــــــــ
                                   الأب / هيا .. هيا
                                        لنغرس المشاتل
                                       هنا .. وهناك
                                       نزرع الفسائل
                                 غسان / أحب أن اختار
                                          زهور وكل أشجار
                                          لوطني كأنها أنوار
                                عمار / مرحبا ،مرحبا بالربيع
                                         شهــــر نســـائم بديع
                                         فيـــــــه الحب للجميع
                      ـــــــــــــــ تســـــــــــــــدل الستارة ـــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق