الأربعاء، 12 يوليو 2017

"دبدوب وسمكة القوبي" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن



دبدوب وسمكة القوبي
بقلم: طلال حسن
  " 1 "
ـــــــــــــــ
   استيقظ دبدوب مبكراً ، على غير عادته ، وفتح عينيه ، وصاح : ماما ، إنني جائع ، أريد سمكة قوبي .
وابتسمت الأم ، وقالت : سمكة قوبي  ! يبدو أنك نمت جائعاً ، ورأيت هذه السمكة في المنام .
فاعتدل دبدوب ، وقال : لا ، حدثتني عنها دبدوبة ، وقالت ، إن أمها اصطادت لها سمكة قوبي .
وهمهمت الأم ، وقد تراجعت ابتسامتها ، فتابع دبدوب قائلاً : هذا ما قالته دبدوبة ، ودبدوبة مثلي ، لا تقول غير الصدق .
وحملت الأم سلتها ، متأهبة للذهاب إلى الشاطىء ، وقالت : سمكة القوبي سمكة صغيرة ، فإذا عرفت بعض الشيء عنها ، أعطيتك عند منتصف النهار ، سمكة سلمون كبيرة .

    " 2 "
ـــــــــــــــ
    خرج دبدوب من البيت ، بعد أن ذهبت أمه إلى الشاطىء ، وانطلق إلى العمة دبة ، ليسألها عن سمكة القوبي ، لكنها لم تكن في البيت .
ومضى إلى الشاطىء ، لعله يرى العمة دبة أو أي كائن آخر ، يعرف شيئاً عن سمكة القوبي ، ولمح بين الصخور ، سمكة غريبة ، وكأنها كلها رأس ، فأمسك يها ، وقال : أنت سمكة قوبي .
وولولت السمكة قائلة : لا ، أطلقني أرجوك ، إنني سمكة شمسية .
وحدق دبدوب فيها ، وقال : حسن ، حدثيني عن سمكة القوبي ، وسأطلق سراحك .
فقالت السمكة الشمسية : القوبي سمكة جميلة ، كثيرة العدد ، لكنها لا تعيش هنا ، بل في مكان بعيد جداً ، وهي بخلاف الأسماك الأخرى ، تلد ..
واتسعت عينا دبدوب ، وصاح : تلد  !
فردت السمكة الشمسية ، وهي تلهث : نعم ، تلد ما بين " 6 " إلى " 60 " سمكة ، و ..
وضغط دبدوب على السمكة الشمسية ، وهو يقول : أنت تكذبين ، سأقتلك .
ومن حسن حظ السمكة الشمسية ، أنها انزلقت من بين أصابع دبدوب ، وما كادت تلمس الماء ، حتى لاذت بالفرار ، وتوارت بين الصخور . 

 أنها انزلقت من بين يدي دبدوب ، وما كادت تلمس الماء ، حتى لاذت بالفرار ، وتوارت بين الصخور .

    " 3 "
ـــــــــــــــــ
   عاد دبدوب ، عند منتصف النهار ، إلى البيت ، ورأى سمكة سلمون كبيرة ، تنتظره على المائدة ، وتطلع دبدوب إلى أمه ، ثم قال : إنني أستحق هذه السمكة.
فردت أمه قائلة : لنرَ .
وأخذ دبدوب يتكلم ، وراحت أمه تهز رأسها موافقة : القوبي سمكة جميلة ، كثيرة العدد ، تعيش في مكان بعيد ، بعيد جداً ، وهي .. أي سمكة القوبي .. تبيض من " 6 " إلى ..
وهنا توقفت الأم عن هز رأسها ، وصمت دبدوب لحظة ، ثم قال منفعلاً : الحقيقة أنني أمسكت سمكة شمسية ، وسألتها عن سمكة القوبي ، فكذبت عليّ ، وقالت ، إن سمكة القوبي تلد ، ولا تبيض ، فأكلتها ..
وحدقت الأم فيه لحظة ، ثم قالت : أنت أكلت السمكة الشمسية ؟
فرد دبدوب قائلاً : نعم أكلتها ، فأنا لا أحتمل الكذب .
ورفعت الأم سمكة السلمون عن المائدة ، وقالت : أنت الآن لا تستحق سمكة السلمون هذه .
ونظر دبدوب إلى أمه متسائلاً ، فتابعت قائلة : إن السمكة الشمسية بخلافك ، يا دبدوب ، لم تكذب .
واحتج دبدوب بصوت مختنق : ماما .
فقالت الأم ، دون أن تلتفت إلى احتجاجه : أنت ، للأسف ، من يكذب ، فلو أكلت حقاً هذه السمكة ، لما كنت واقفاً أمامي الآن ، فالسمكة الشمسية سمكة سامة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق