الثلاثاء، 25 يوليو 2017

"رحلة السمان والمنصب " قصة للأطفال بقلم: السيد شليل



رحلة السمان والمنصب
قصة للأطفال
بقلم : السيد شليل
إحدى أسباب حبى لزيارة بيت جدى ، في أوائل شهر أغسطس من كل عام هي تتبع رحلة صيد السمان ، والتي يستعد لها كل أهل القرية المطلة على البحر ، بتجميعهم كميات كبيرة من الشباك المخصصة لهذا الغرض ، وتوزيعها على المحترفين منهم  لغزلها.
هناك طريقتان لغزل الشباك ،حتى لا يفر منها الطائر لذيذ الطعم ، الأولى والتي تكون في مواجهة البحر تماما ، عيونها  المغزولة واسعة بعض الشيء ، حتى إذا أتي الطائر المهاجر في أسراب قادما من أوروبا قاطعا مسافات طويلة عبر البحر، فيصل منهك القوى ، فلا يجد أمامه سوي الشباك المثبتة ، بعناية إحكام على الشاطئ ، فيدخل فيها ، أما النوع الثاني  فتكون العيون المغزولة ضيقة ، حتى إذا فر الطائر من الأولى ، دخل في الثانية فلا يستطع الهروب أبدا.
وتأتي مهمة مجموعة أخرى من أهل القرية ، يبدأون في تثبيت أعداد كبيرة من الغاب الرومي المتين بطول الشاطئ ، وبارتفاع مترين ونصف المتر، ثم تليهم مجموعة أخرى تأخذ الشباك المغزولة وتعلقها على أعواد الغاب الرومي ، فيبدأون بالشباك الواسعة ومن خلفها الشباك الضيقة ، وهنا تنتهي مهمتهم ،وتبدأ مهمتنا يحمل فيها كل مجموعة من الأولاد والبنات  قفصا من الجريد ، وبالطريقة التي علمني إيها جدي أمسك بالطائر المتعب ، محاولا الابتعاد عن منقاره الصغير ، وبعد السيطرة عليه أنزع ريشتين من جناحيه ، وأضعه داخل القفص إذا كنا نريده حيا ، وبعد الانتهاء من اللف على الشباك بطول الشاطئ ، وبعد التأكد من خلوها تماما ، نرفع الأقفاص وقد ملئت بعضها بالطائر المهاجر، عائدين إلى البيوت التي بدأت تظهر مع خيوط النهار الأولى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق