الأربعاء، 21 يونيو 2017

"حذار من .. الفيوجو" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن



حذار من .. الفيوجو
   طلال حسن

    قبل أن تخرج السمكة الصغيرة من البيت ، حذرتها أمها قائلة : بنيتي ، حذار ، فأنتَ سمكة صغيرة ، إن سمكة الفيوجو في الجوار .
وردت السمكة الصغيرة ، وهي تسبح مبتعدة : اطمئني ، يا ماما ، سأتجول قليلاً ، ثم أعود .
إنها تعرف سمكة الفيوجو ، رغم أنها لم ترها ، فقد وصفتها لها أمها ، وقالت : سمكة الفيوجو ، وتسمى أيضاً السمكة النفاخة ، تملك قدرة على نفخ نفسها ، فتبدو كأنها الكرة ، ويتضاعف حجم جسمها أكثر من ثلاث مرات ، وهذا ما يخيف أعداءها . 
وبحثت عن صديقتها ، السمكة التي في عمرها ، لكنها لم تجدها ، يبدو أن أمها ، لم تكتفِ بتخويفها من سمكة الفيوجو ، وإنما منعتها من الخروج .
آه من الأمهات ، كم هنّ خوّافات ، وكأن سمكة الفوجو موجودة في كلّ مكان ، و .. وارتج الماء ، فتوقفت السمكة الصغيرة ، وقلبها يخفق خوفاً ، أهي سمكة الفيوجو ؟ من يدري .
وهمت أن تستدير ، وتقفل عائدة إلى البيت ، حين رأت السرطان الصغير ، يلوح لها ، ويقول : أنت اليوم وحدكِ ، تعالي نلعب .
وتراجعت السمكة الصغيرة قائلة : أنت سرطان ، وأنا سمكة صغيرة ، أخاف أن تفترسني .
وتقدم السرطان خطوات على رمال القاع ، وقال : لا تخافي ، أنتِ صديقتي ، والصديق لا يأكل صديقه ، مهما كان جائعاً .
وهنا ارتج الماء ثانية ، بقوة أشد هذه المرة ، وحانت منها نظرة ، فرأت نفس السمكة ، التي وصفتها لها أمها ، إنها إذن سمكة .. الفيوجو .
ورغم شعورها بالخوف ، تقدمت السمكة الصغيرة قليلاً من السرطان الصغير ، وقالت له : اهرب ، جاءت السمكة القاتلة ، جاءت الفويجو .
وردّ السرطان الصغير قائلاً : لن أهرب ، وإنما سأختفي تحت رمال القاع .
ولاذت السمكة الصغيرة بالفرار ، وهي تقول : لن يفيدكَ هذا ، اهرب ، اهرب .
وغاص السرطان الصغير تحت رمال القاع ، واختفى تماماً عن الأنظار ، وجمد في مكانه ، ينتظر أن تيأس سمكة الفويجو من العثور عليه ، فتبتعد باحثة عن صيد تسكت به جوعها .
واقتربت سمكة الفويجو ، من المكان الذي اختفى فيه السرطان الصغير ، وتوقفت تتفرس في المكان ، ثم راحت تنفخ الماء بقوة ، حتى أزاحت الرمال عن السرطان الصغير .
وهنا أقبلت سمكة كبيرة ، تبحث عن طعام تأكله ، ورأت السمكة النفاثة ، وقد أصبح حجم جسمها عادياً ، بعد أن أفرغته من الماء ، فانطلقت نحوها تريد افتراسها ، لكنها توقفت مرعوبة ، حين رأت السمكة النفاثة تتضخم ، حتى صار حجمها أكثر من ثلاثة أضعاف حجمها الحقيقي ، فاستدارت بسرعة ، ثم لاذت بالفرار .
وما إن ابتعدت السمكة الضخمة ، حتى استدارت السمكة النفاثة إلى فريستها ، السلطعون الصغير ، لكن أين هذا اللعين ، لابد أنه انتهز فرصة انشغالها بالسمكة الضخمة ، فخرج من مكانه بين الرمال ، ولاذ بالفرار .



                                       5 / 4 / 2016

 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق